Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

المثلث

الكاتبة الصحفية يسرا الشرقاوى تكتب

أصدرت شركة «ميتا» حكمها فى مواقعها للتواصل: «فيسبوك» و«إنستجرام» و«واتساب»، بحظر استخدام «المثلث» الأحمر المقلوب. ومنطقها أن «المثلث» المستقى من «العلم الفلسطيني» والذى بات رمزا للمقاومة منذ تفجر حرب السابع من أكتوبر 2023 وكمؤشر على تعقب واستهداف المحتل الإسرائيلى، هو رمزا إرهابيا. وزادت «ميتا» مهددة بنيل صاحب المنشور، إذا ما تأكد علاقة محتواه بالجانب العنيف من الصراع، عقوبات إضافية رادعة.ناهيك عن أن أصحاب الخبرة فى شئون «التواصل الاجتماعي» يزيدون ويعيدون منذ أمس الأول حول قصور الإعلان، الذى لا يوضح معايير الفصل بين المنشورات ذات «المثلث»، المتعلقة سلبا بالصراع أو غير ذلك. وناهيك عن أن تهديد العقوبات الإضافية لم يأت مفصلا شارحا، ما يترك المجال أمام الترهيب.ناهيك عن ذلك كله، فإن إدانة «المثلث الأحمر» تعد الأحدث فى سياسات إدارة «التواصل الاجتماعى» المعاندة بشكل غير منطقى لحرية التعبير والتواصل بالنسبة لأنصار شعب، يتزايد عدد المدركين لحجم الظلم الواقع عليه. وهذا، أولا.أما ثانيا، فإنها حافز جديد لإبداع المقاومة الافتراضية، التى تلوى ذراع اللغة والرموز، منذ أكتوبر الماضى، لكتابة منشورات مرصعة بكل ما يثير حفيظة إدارة التواصل.كما أن «المثلث» المدان، بات من مفردات الخطاب المتبادل بين الجانبين، حتى إن جنرالا من قوى الاحتلال خاطب المقاومة نوفمبر الماضى، مهددا بأن «مثلثهم» أكبر وأكثر فتكا من «المثلث» الفلسطينى.ثم مهلا، فإن «المثلث» الذى يحير «ميتا»، حير الألمان أيضا. فقد كان حتى عهد قريب رمزا لصمود خصوم فاشية النظام النازى فيما قبل ختام الحرب العالمية الثانية. كان أول الأمر، بذات هيئته ولونه الأحمر، شارة يرتديها القابعون فى سجون النازى، الذين شكل الاشتراكيون والشيوعيون قسما عظيما منهم. وبعد زوال النازى، بات «المثلث» الأحمر رمزا للشرف.لكن الحساسية الألمانية جعلتها تتجه منذ أغسطس الماضى إلى حديث حظر «المثلث»، بدعوى أنه يمجد الإرهاب. ألمانيا حظرت من قبل أغسطس، ارتداء «الكوفية»، المدانة أيضا من جهات ودول عدة، ومعها جرمت عبارة «من النهر إلى البحر» المستخدمة فى إشارة إلى الحدود الأصلية والشرعية للأراضى الفلسطينية.لكن لا الحظر سيمحو «المثلث» ولا يوقف غزل «الكوفية»، وسيجد حماتها ألف حل وحيلة لبقائهما كما فعلوا طوال سبعة عقود عجاف. لكن الأهم، الحلول والحيل لتطوير الآليات الرئيسية للمقاومة، عسكرية وغير عسكرية. حتى يكون للمثلث والكوفية والأرض نجاة.

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى