الكاتبة الصحفية / سكينة فؤاد تكتب :
هل ممكن أن تحدث المعجزة ويتحقق ما دعت إليه مصر فى كلمة وزير خارجيتها .د. بدر عبدالعاطى خلال اجتماع وزراء خارجية عدم الانحياز، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وفى إطار عمل حركة عدم الانحياز التى كانت مصر من المؤسسين لها 1955 وإنهاء الجرائم التى يرتكبها الكيان الإرهابى الصهيونى فى الشرق الأوسط ومواصلته انتهاك القوانين الدولية والإنسانية وارتكاب الأفظع مما تستطيع أن ترتكبه أكثر الحيوانات وحشية وبما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يقول إنه عالم يعيش حالة الإفلات من العقاب، وجميع الجرائم تتضاءل أمام حرب التجويع والإبادة التى فرضها الكيان على غزة ويريد مدها إلى الضفة الغربية ولبنان ،التى عاد وزير خارجيتنا ربما للمرة الألف يؤكد أن الاستقرار والسلم لن يتحققا إلا بانسحاب الكيان الاستيطانى الإرهابى من جميع الأراضى العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب جميع قضايا المنطقة الأساسية المطروحة.
إن ما بدا جديدا بعد مشاركة ومناقشات العشرات من رؤساء الدول كان تبنى الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة ما أطلقوا عليه «ميثاقا من أجل المستقبل» يهدف إلى رسم مستقبل أفضل للبشرية وفقا لخطة عمرها سنوات أعدها الأمين العام عندما أطلق فى عام 2021 فكرة قمة المستقبل التى قدمها على أنها فرصة فريدة لتغيير مسار تاريخ البشرية ويطرح الميثاق رؤية لتحسين أوضاع العالم ويركز على مجموعة من التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأزمات الصحية وتطور الذكاء الاصطناعى، ويتضمن 56 إجراء ويهدف إلى تعزيز التعددية الدولية وإصلاح المؤسسات المالية ومجلس الأمن الدولى، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة للبشرية.
◙ أثق أن جميع البشر يتمنون تحقيق هذه الخطط للأمين العام للأمم المتحدة وتغيير مسار البشرية بعد ما وصلت إليه من انهيارات سياسية وأخلاقية وإنسانية، وأول وأعظم التطلعات التى يمكن بالفعل أن تحدث تغييرا فى التاريخ الإنسانى والقضاء على جميع عوامل ومصادر الشر هو المتوقع والقادم بإذن الله ،وهو توفير جميع ما يستأصل الكيان الإرهابى الصهيونى ويعيد الصهاينة كما كانوا شتاتا مطاردا من جميع الدول. لا أعرف لماذا أثق أنه بقدر القتل والدمار والتجويع والإبادة وكل ما ارتكبه الكيان الوحشى بحق الفلسطينيين بقدر ما اقتربت نهاية الكيان الصهيونى، ومهما تواصل من دعم لهم من سكان البيت الأسود سواء كانوا من الديمقراطيين أو الجمهوريين بالسلاح وبالأموال وأخيرا بإرسال قوات محاربة وكلها جزء من خطط لتدمير الشرق الأوسط لضمان هيمنة الكيان الارهابى الصهيونى. لذلك كانت دهشتى أن يختلف مع دعوتى لرفض ما يكرس التاريخ الاستعمارى للمنطقة بإعادة تمثال الأفاق ديلسيبس إلى مدخل مدينتى بورسعيد مدينة النضال والمقاومة، ورغم كل ما وثقته من حقائق تاريخية عما ما ارتكبه هذا الأفاق من جرائم بحق من حفروا القناة من عمال وفلاحين مصريين تعرضوا لأقسى أنواع التنكيل وقبل أن يموت فى بلاده محكوما عليه وعلى ابنه بالسجن فى قضايا فساد فى قناة بنما، وإلى أن يصدر التوجيه بوضع تمثال ديلسيبس فى البيت الذى كان يقيم به فى الإسماعيلية على شاطئ القناة وأن توضع معه بقية مقتنياته وآثاره وإلحاق وثيقة بهم توضح لمن يجهلون ولا يعرفون جميع خطاياه وتصحح المعلومات المليئة بالأكاذيب عنه وأولاها وأخطرها أنه صاحب فكرة حفر القناة هذه الفكرة التى تعود لأجدادنا القدماء وأغلب من جاء مصر من فاتحين وغزاة بعدهم أنه لا يليق بالعظيمة والعزيزة مصر أن يعاد على مدخل قناتها ما يكرس التاريخ الاستعمارى بينما الأعظم والأروع أن يقف على هذا المدخل تمثال ضخم يجسد بطولات من حفروها من فلاحين وعمال يستقبلون ويودعون العابرين من أنحاء الدنيا من ركاب السفن الذى أسعدنى عودة سفنهم لترسو بميناء بورسعيد ولتعود الحياة لحرفة ومهنة من أشهر حرف ومهن البحر وهى « البمبوطية» بعد توقف لمدة 15 عاما وإحياء نشاط الخدمات البحرية وكان يتضمن 52 مهنة على رأسها البمبوطية وتموين السفن وما استجد مع التطورات الحديثة فى عالم النقل البحرى، وكان قد قضى على هذا النشاط البحرى الضخم عدم السماح للسفن التجارية التى تنتظر عبور القناة بالوقوف فى عرض البحر المتوسط وحرمان المدينة من أنشطة البمبوطية وخدمات السفن وركابها ومازلت أذكر فى صبايا المبكر كيف كان رسو السفن فى ميناء المدينة يمثل إحياء ويستعيد لها مقومات الحياة ونشاط الحركة التجارية وأحيى عادل اللمعى عضو مجلس الشورى ورئيس غرفة الملاحة ببورسعيد لإدارة هذه العودة وبعد موافقة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وتقوم إدارة الهيئة الآن بإعادة تركيب الشمندورات التى يتم ربط السفن بها فى الميناء على أن يبدأ العمل بالقرار من أول أكتوبر وأن تكون البداية بفترة تشغيل تجريبى لمدة 20 يوماَ تعود بعدها الحركة الطبيعية لتشغيل الميناء.
◙ وتظل صحة الإنسان وسلامته فى مقدمة وأخطر ما يدعو اليه مشروع بداية لتنمية الإنسان وترسيخ الهوية وفى منتصف أغسطس2022 افتتح .د. خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة مستشفى الخانكة التخصصى بعد معاناة أهالى المنطقة لسنوات طويلة من غياب الخدمات الصحية، وفى أثناء الافتتاح وكما يكتب الاعلامى أ. عليوة الطوخى وعد الوزير باستكمال ما ينقص المستشفى من أجهزة، وبالفعل وصل العديد مما كان ينقصها ولكن مازالت تعانى نقصا فى بعض المعدات المهمة مثل بنك دم تجميعى وقسطرة قلب ومناظير جراحية ومناظير جهاز هضمى ورنين مغناطيسى، ولا يحتاج الأمر إلى شرح مدى ضرورتها ليستطيع المستشفى خدمة أهالى الخانكة والقرى التابعة لها مع دعوات بالشفاء للجميع وتوفير الدواء وانخفاض أسعاره .
