
د. أحمد صفوت يكتب :
مابين جموع الناظرين إلى الأنصاف الفارغة من الأكواب .. عادة لا يشغلني سوى النصف الممتلئ … دوماً ما أفكر كيف يمكن أن يكتمل إمتلاؤه.ذات يوم في عام ٢٠١٩ إستوقفني بسيارتي تجمع بشري أمام موقف سيارات الأجرة الجديد الكائن بآخر شارع فيصل بالجيزة ، بدا لي كمشاجرة في البداية ، وللصحافة فطرة يدركها زملاء المهنة قادتني كالعادة لترك سيارتي وإختراق الزحام لأستطلع الحدث ، إلى أن إكتشفت عقب إستبيان الأمر أنه أحد ضباط الشرطة برتبة عميد يلتف حوله الجميع من سائقي الموقف يرحبون به في إحتفاء شديد وهو يوصيهم بالإلتزام بالتعريفة المقررة ، كان المشهد شديد الإيجابية باعثاً على الإعجاب ، فقلما ان تجد هذه الشريحة من الرتب منخرطة ميدانيا بهذه المهنية وذلك الإلتزام ، وقلما تجد الجمهور محباً لممثلي السلطات التنفيذية ومصادر الضبط وخاصة ضباط الشرطة ، وعلمت بعد ذلك انه ليس فقط عميداً في المرور بل هو وكيل الإدارة العامة لمرور الجيزة… زاد هذا المنصب دهشتي حينما جال بذهني أنه يتراس العديد من الضباط ويمكنه تكليفهم بهذه المهمة فسألت عنه احد أصدقائي من العاملين في المرور فأكد لي أن الوكيل لا يجلس في مكتبه وإنما يجوب بأوناش المرور جميع ميادين وشوارع محافظة الجيزة حرصًا على تحقيق الإنضباط المروري ورفع أية معوقات بالطريق وأنه من اشد المتصدين لظاهرة التوكتوك وضبط المخالفين .. كما إعتاد المرور على مواقف السيارات للتأكد من إلتزام السائقين ، وسير عمليات خدمة المواطنين في سيمترية وإنضباط ، وكذلك إجراء تحليل لبعضهم لملاحقة متعاطي المخدرات منهم حرصاً على سلامة المواطنين … وأنه ملقب برجل الميادين .. واليوم أصبح سيادة العميد رئيسا للادارة العامة لمرور الجيزة بعد ترقيته لمنصب لواء .

إنه اللواء مصطفى إبراهيم ابن محافظة الدقهلية الذي تخرج من كلية الشرطة في أوائل التسعينيات ليتم بداية خدمته في غرفة عمليات الإدارة العامة للمرور ثم يتم تعيينه مديرًا لإدارة عمليات المرور … ومن ثمة تبدأ رحلته الميدانية في خدمة المواطنين والإندماج المجتمعي لتجده دائماً يقضي خدمته في الطرقات و الميادين وقلما تجده في مكتبه على مدى فترات ترقياته ، ويشهد له كل من عرفه في جميع المحافظات التي خدم بها سواء في محافظة المنوفية او محافظة سوهاج حيث تقلد بهم منصب مدير المرور لكليهما إلى أن عاد لمحافظة الجيزة .. وكما إعتدنا رصد الخطأ والرفض والإنتقاد ، وجبت علينا أيضاً الإشادة تجاه الإيجابيات ، فشكرا معالي وزير الداخلية لحسن اختياركم لقيادات وزارة الداخلية في جميع القطاعات.






