Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

حمادة شيراتون

بقلم وليد جنيدي

لي صديق عزيز إلتقت أفكارنا وأرواحنا فأصبح لي أحد الأعمدة القليلة التي تحمل سمائي الصغيرة دونما ملل ، إنه الدكتور أحمد يحيى ، يعمل مديراً للتطوير بإحدى كبرى الشركات المصرية ، وتعلمت منه الكثير ،

كان دائماً ما يحدثني الدكتور أحمد عن (حمادة شيراتون) صاحب عربة الفول التي كان يتناول إفطاره عليها كل صباح أثناء عمله في منطقة مساكن شيراتون بالقاهرة منذ سنوات طويلة ، كانت العربة بمكان متسع فارغ ليس به الكثير من الأبنية حتى وقت ما ، وشكل حمادة شيراتون ذكريات الكثيرين من البشر كأمثاله من العلامات ، فنصف أهل مصر بل يزيدون ، يدركون قيمة صحن الفول الصباحي ذو الوجه الباسم ، خاصة فوق تلك العربات الخشبية البسيطة التي تحتضن قدرة الفول الساخنة بمغرفتها الطويلة ، وأصناف الزيت الحار ومخللات الباذنجان والخضرة المصاحبة والخبز الطازج ، وحين يتزامن ذلك المشهد مع محيط مكان عمل يومي فإنه يضفي على تلك الوجبة قيمة أعلى داخل الوجدان والعقل الباطن .

وذات يوم ، تقابلت مع الدكتور يحيى في جولة متسعة بالسيارة ، تسامرنا وتشاطرنا الشدو والتغني بما أطرب وطاب من أنغام الزمن الجميل مع الهواء الطلق ، وبرزت فكرة ختام هذه الجولة بوجبة لدى حمادة شيراتون ، وحين وصلنا الموقع المنشود كان البراح قد ضاق ، والعربة إختفت ، وإختفى معها النسيم وإختفت المودة ، برز بدلاً منها مطعماً متسع المساحة مليء بالأصناف ، وقائمة طعام ورقية تزخر باللإختيارات وطاولات متسعة بالكاد تجد بها مقعداً للجلوس ، أصبح الوضع شبيهاً بشيراتون دونما حمادة ، تناولنا وجباتنا صامتين متاملين ، كنت اعلم تماماً ما يجول في نفس صديقي وقتها .

حمادة شيراتون دوامة زمنية لا تنتهي إنه أرواحنا التي تولد صفحة بيضاء تمتلئ مع الوقت بالتواريخ والقصص ،، علامات الترقيم ، الملحوظات والشطب ،، الإضافات والهوامش والكشط ، الصفحة التي قد تزخر بمحتويات رائعة ولكنها تفقد هدوءها وصفاءها وفطرتها بنظام المقايضة والشيء مقابل شىء ، حمادة شيراتون ينمو في كل خلايا حياتنا فيتشكل ويطور أو يدهور ، ينشىء صروحاً فيهدم أخرى من أجلها ، فليس في التطور دائماً حياة ، وتظل ذكرياتنا ميت لا يموت .

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى