فيلم تكريمي لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب للمخرج أشرف فايق

المرة الاولى التي قابلت فيها سيدة المسرح العربي وهذا لقبها سميحة أيوب كانت في مهرجان التليفزيون الذي كان يقام في الكويت في فترة الثمانينات وكنت وقتها في بدايات عملي الصحفي وسعيدة بلقاءاتي مع نجوم كبار كانوا يعيشون في ذاكرتي واتاح لي هذا المهرجان الذي أقيم لثلاث مرات فقط ان التقي بعدد كبير جدا منهم مثل محمود ياسين ونور الشريف وحسين فهمي وسعاد حسني وعادل امام وعزت العلايلي ومديحة يسري وعاطف سالم ويحيى العلمي ومنى واصف وفريد شوقي وعشرات وربما مئات من الفنانين في مجالات عديدة ومختلفة سواء في هذا المهرجان او في اسابيع ثقافية او سينمائية او في غيرها من المناسبات التي كانت تقام في الكويت وتستضيف فنانين من مصر ومن مختلف البلاد العربية.
سميحة أيوب كانت وما زالت من الفنانين الذين يتمتعون بحضور طاغ في الذاكرة وعلى ارض الواقع لذلك ورغم مرور السنين كنت أستعيد لقائي الخاطف بها كلما شاهدتها في فيلم هنا او مسرحية هناك وكتبت عنها العديد من المقالات وتابعت قدر الإمكان ما تيسر من أعمالها السينمائية والمسرحية عبر التليفزيون لوجودي في مكان آخر لا يتيح لي فرصة مشاهدتها على المسرح. في المرة الاخيرة التقيت سيدة المسرح سميحة أيوب في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عام ٢٠١٦
وفوجئت بأنها تذكرني جيدا رغم مرور سنوات كثيرة لم نلتق خلالها وما ان بادرت للسلام عليها وقبل ان اقول لها اسمي للتذكير وجدتها تذكره وتقول طبعا ما نسيتك
وعندما قرات عن مشروع فيلم سيدة المسرح العربي للمخرج المتألق اشرف فائق كنت أترقب انجاز الفيلم لانني انحاز دائما للفنانين وضرورة تكريمهم في حياتهم وليس بعد رحيلهم وكنت اتابع اخبار الفيلم يوما بيوم إلى ان علمت بانجازه ووعدت نفسي بمشاهدته
اذ ليس هناك اجمل من ان نكرم فنانا بقيمة وقامة سميحة أيوب بعمل فيلم سبنمائي عنها يوثق مسيرتها الفنية الطويلة والحافلة بالأعمال الكبيرة في السينما والتليفزيون والاذاعة والمسرح بشكل خاص الذي استحقت عن جدارة لقب سيدته منذ زمن بعيد
وطلبت من الصديق المخرج اشرف فايق مشاهدة الفيلم إذا كان ممكنا لانني حريصة على مشاهدته فلبى طلبي مشكورا وارسله الي وشاهدته اكثر من مرة ورغم ان مدة الفيلم لا تتعدى العشر دقائق إلا انني احسست وكأنني اشاهد فيلما روائيا طويلا
قدم المخرج أشرف فايق سيدة المسرح في إطار شيق تستحقه من خلال حدوتة بسيطة مختصرة ولكن عميقة التأثير صوتا وصورة ومونتاجا وتصويرا وإعدادا وإخراجا وقدم مسيرة حافلة لسيدة عظيمة في دقائق قليلة فأوجز وأبدع وأجمل ما في هذا الفيلم انه عنها ولها اي انها قامت بدورها فيه وهذا اجمل ما يمكن ان يحدث لفنان يظهر هو نفسه في فيلم عنه وليس بعد رحيله وتلك خطوة تحسب لوزارة الثقافة ومهرجان المسرح والمخرج اشرف فايق ولكل العاملين فيه
ظهرت سميحة أيوب في بيتها ومن ثم في بيتها الثاني المسرح القومي الذي تولت ادارته لعدد من السنين وقدمت على خشبته اروع المسرحيات التاريخية والنصوص الاجنبية المترجمة لكبار كتاب المسرح من المصريين والأجانب وكتبت اسمها بأحرف من نور على خشبته قد لا يتسع الفيلم القصير الذي يمكن تصنيفه في خانة الفيلم الوثائقي / الروائي للحديث عن التفاصيل التي ترافق رحلة فنانة على هذا القدر من العطاء والقيمة ولكن خير الكلام ما قل ودل وربما يمكننا القول ان خير الافلام ما أوجز وأبدع
وهذا بالفعل ما فعله المخرج وكل العاملين فيه بحرفية عالية وجودة في الأداء وضعت لكل المشاركين فيه علامة تميز برعاية وزارة الثقافة ومهرجان المسرح وقبل ذلك وبعده إدارة للمخرج المبدع. اشرف فايق الذي قدم السهل الممتنع في تجربة سبنمائية جميلة تستحق كل تقدير






