السفير جمال الدين البيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق:
- شيمون بيريز قال لى نحن دولة بها 72 جنسية وأربعون لغة ولا نستطيع السيطرة على أنفسنا
- لدينا اتصالات وتنسيق أمني مع إسرائيل من أجل القضية الفلسطينية
- الانتهاكات الإسرائيلية بالنسبة لأمريكا ينطبق عليها المثل القائل “ضرب الحبيب زي أكل الزبيب”
- إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي حماقة
أحمد صفوت
كشف السفير جمال الدين البيومي، أن مصر تمارس التصعيد بطريقة هادئة ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن مصر سحبت سفيرها من تل أبيب ورفضت وجود سفير لهت فى القاهرة.
وأوضح إن إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار نحو وفد دبلوماسي يضم دبلوماسيين دوليين وعرب قرب مخيم جنين في الضفة الغربية، تصرف لا يليق، مشيرا إلى أن شيمون بيريز قال له إن الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع السيطرة على الإسرائيليين في الداخل، لأنهم مهجرون من 72 دولة ويتكلمون 40 لغة، وبينهم اختلافات كثيرة.
وأضاف لـ”الإذاعة والتليفزيون” أن هناك اتصالات بين مصر وإسرائيل تهدف إلى التنسيق الأمني، واستمرار المشاورات من أجل وقف النار في غزة، مشيرا إلى أن التصرفات الإسرائيلية والانتهاكات بالنسبة لأمريكا ينطبق عليها المثل المصري” ضرب الحبيب زي أكل الزبيب”.
- كيف ترى إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الوفود الدبلوماسية الأجنبية؟
إطلاق النار على الوفد الدبلوماسى تصرف أحمق أو متطرف، لأننا بصدد حكومة إسرائيلية فى أقصى اليمين المتطرف، فحكومة الاحتلال لا تعلم أن هناك ما يسمى بشرف الجيوش، فالجندى لا يقتل أو يحارب إلا جندى مثله وليس أطفال ونساء ومدنيين لا يحملون سلاح.. ومن ناحيتى أنا أدين التعرض لأي دبلوماسي وأدين قتل الدبلوماسيين الإسرائيليين فى واشنطن وفى كل مكان، كما أدين قتل أى شخصية غدر أو لا يحمل سلاح.
- ما الرسالة التى أرادت إسرائيل إيصالها من وراء هذه الواقعة؟
فى إحدى حواراتى مع شيمون بيريز قلت له أنتم متهمين أنكم تريدون السيطرة على العالم العربى، فأجابى قائلا: “احنا مش عارفين نسيطر على نفسنا هنسيطر عليكم إزاى.. ده احنا 72 جنسية فى دولة واحدة يتحدثون أربعون لغة”، وهذا تصريح لى فى أواخر أيامه فهم جماعة لا يملكون السيطرة على أنفسهم وهذا ما يخيفنى فعليا ولا يوجد هم سوى التطرف فقط.
- وفق التقاليد والأعراف الدبلوماسية الدولية.. كيف سيتصرف المجتمع الدولى مع هذه الحماقة الإسرائيلية؟
نحن سحبنا سفيرنا فى تل أبيب ورفضنا وجود سفير لهم فى القاهرة، فنحن لم نرد على طلبهم باعتماد سفير جديد بعد رحيل السفيرة السابقة، وهذ موقف إيجابى وتصعيد صامت بطريقة هادئة وهذا موقف مصر واضح وصريح.
- ولكن مصر طلبت من دولة الاحتلال تقديم توضيحات حول هذه الواقعة.. ما تفسيرك؟
أعتقد أن هناك اتصالات مستمرة ما بين مصر وإسرائيل حتى على المستوى الأمنى.. لما بيننا من حدود فلابد من وجود تنسيق آمنى.. أظن أن هناك حد أدنى من التعاون الأمنى موجود إلى جانب وجود تنسيق بسبب علاج بعض الفلسطينيين فى مصر، والمشاورات والوساطة من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة.
- هل تواصل إسرائيل استعداء المجتمع الدولى وإلى أى مدى يمكن للولايات تحمل هذه التصرفات؟
حماقات إسرائيل بالنسبة لأمريكا ينطبق عليها المثل الشعبى “ضرب الحبيب زى أكل الزبيب”، ومن دعا لإقامة دولة إسرائيل فى الشرق الأوسط كان نابليون بونابرت لتكون عسكرى المرور فى المنطقة وهذا مرغوب ومطلوب أمريكيا وأوروبيا وغربيا بصفة عامة، والوحيد الذى اقتنع الأمريكان بالتعايش فى السلام كانت الرئيس السادات رحمة الله عليه.. وعندما كنت فى زيارة متعددة لإسرائيل وكان بصحبتى السفير محمد بسيونى كان الإسرائيليين يلتقطون صورا فوتوغرافية معانا تقديرا للدور المصرى فى نشر السلام.. ومن أكثر السياح فى شرم الشيخ من اليهود بمختلف الجنسيات وهذا يعد نجاح للسياسة المصرية تجاه إسرائيل ولابد من وجود طريقة للتعايش.
- هل وقعت أحداث اعتداء على الوفود الدبلوماسية مشابهة فى الوقت الماضى؟
عندما نذهب إلى ميدان التحرير عن طريق كوبرى قصر النيل، يوجد في نهاية الكوبرى نفق باسم الشهيد “كمال الدين صلاح” وهذا هو السفير كمال الدين صلاح دبلوماسى مصري ثم اغتياله فى أديس أبابا عاصمة أثيوبيا، لأنه كان يتبنى مشروع كتابة اللغة الصومالية بلغة القرآن فتم قتله، وللعلم هذا الشهيد والد زوجة أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الأسبق.
