الفرد نواة الأسره و الأسرة نواة المجتمع

كتبت : شيرين عصام
تعد تربية الأبناء من أهم المهام التي تقع على عاتق الآباء والأمهات، فهي لا تقتصر على توفير الطعام واللباس والتعليم بل تشمل تشكيل الشخصية وغرس القيم وتوجيه السلوك، وصناعة إنسان قادر على تحمل المسؤولية والمساهمة الإيجابية في مجتمعه.
فالطفل يعتبر صفحة بيضاء وما يكتسبه من أسرته في السنوات الأولى يشكّل أساس حياته النفسية والاجتماعية فالتربية الجيدة تساعد على بناء شخصية متوازنة قادرة على التمييز بين الصواب والخطأ وتحمل نتائج أفعالها أما التربية الخاطئة فقد تخلّف آثارًا سلبية تستمر مدى الحياة.
و من أهم أسس التربية السليمة الأهتمام بأخطر سن فى حياة أبنائنا وهو سن المراهقه حيث
يبدأ سن المراهقة تقريبًا من سن 10 إلى 19 عامًا وهو مرحلة انتقالية مهمة بين الطفولة والرشد وتتميز بتغيرات كبيرة جسدية، نفسية وعاطفية نتيجة التغيرات الهرمونية والنمو العقلي والاجتماعي.
و تعتبر من أبرز مشكلات سن المراهقة التمرد والرغبة في الاستقلال حيث يشعر المراهق بالحاجة إلى الانفصال عن سلطة الأهل أو المدرسة بالأضافة الى القلق والضغط النفسي بسبب الدراسة، العلاقات الاجتماعيه .
كما تحدث تغيرات كبيره في المزاج نتيجة التغيرات الهرمونية و يتصاعد الصراع مع الأهل
بسبب الاختلاف في وجهات النظر أو عدم فهم الطرف الآخر.
و يعتبر تأثير الأصدقاء ووسائل التواصل مهم جدا و له تأثير كبير فى تكوين شخصيته فقد يتأثر المراهق بشكل سلبي بأصدقاء السوء أو المحتوى الإلكتروني الضار.
من اهم اساليب كيفية التغلب على مشاكل المراهق الحوار الدائم و المفتوح مع الأهل
فيجب الأستماع للمراهق و مناقشته بهدوء واعطائه مساحة ليعبر عن مشاعره ومخاوفه مع التوجيه بلا تسلط مع وضع حدودًا واضحة لكن بمرونه لتساعده على اتخاذ قراراته بنفسه مع المراقبة غير المباشرة.
حاول تشجيع الهوايات والأنشطه لملأ أوقات فراغ المراهق مثل الرياضة، الفنون، أو التطوع الذي يساهم ي بناء الشخصية وتخفيف التوتر.
احرص دائما أن تكون قدوة له في طريقة الحوار والتعامل مع الضغوط و يجب تفهّم التغيرات النفسية والجسدية لأنه يمر بتغيرات طبيعية (مزاج متقلب، رغبة في الاستقلال، حساسية زائدة) فلا تُقلّل أبدا من مشاعره، حتى لو بدت مبالغًا فيها.
دائما امدح جهوده لا نتائجه فقط (مثلاً: “أنا فخور بك لأنك حاولت”) مع تجنب المقارنات مع الآخرين، فهي تضعف شخصيته.
و كن قريبًا منه دون التدخل في كل تفاصيله مع مشاركته بعض اهتماماته: فيلم، رياضة، لعبة، أو حتى نزهة.
يجب عليك مراقبة استخدامه للإنترنت ووسائل التواصل ولكن دون تجسس و إذا أخطأ لا تصرخ أو تعاقب بعنف. تحدث معه، وافهم سبب السلوك فحول الخطأ إلى فرصة للتعلم والنضج.
اتعامل مع مشاكله بهدوء وصدق و أخيرا …إذا طلبت الاحترام فابدأ أنت باحترامه أولاً.
 
				 
					





