الفضائيات في رمضان سخف وإضاعة للوقت

كتب أ.د أسامة حسانين زيدان
أليس للفن رسالة (كما يدعي اصحاب الفن)…ألا ينبغي أن تكون هناك قيمة تربوية (ولو بسيطة) من أي محتوى يقدم للناس!!
أنا شخصياً، منذ صغري، وبحكم نشأتي الريفية، لا أحب مشاهدة الدراما أو الأفلام، ولا تشغلني كثيراً هذه الامور، علماً بأنني درست، في المرحلة الجامعية، الدراما والمسرح والنقد الأدبي، ومعظم مسرحيات شكسبير، وروايات كبار الكتاب على المستوى العالمي…وربما تكون هذه الخلفية ودراسة النقد الادبي، على وجه الخصوص، هي التي تجعلني لا أقبل ولا انجذب لمعظم ما يتم تقديمه على الفضائيات العربية…واليوم ولكوني أعيش بعيداً عن أسرتي، وجدت نفسي، اثناء تناول كوب الشاي بعد الفطار، أتنقل بين بعض القنوات الفضائية، وياليتني ما فعلت ذلك وظللت على قناة الجزيرة أو غيرها من القنوات الإخبارية….للأسف الشديد ما صادفني يتم تقديمه (في نفس الوقت) على أربع قنوات فضائية، شيء يصيب أي انسان بسيط بالغثيان…لا محتوى ترفيهي حقيقي، ولا رسالة جادة، ولا قيمة تربوية على الإطلاق…بل بالعكس شيء مبتذل، سخيف، تافه، محض مضيعة للوقت….فهنا رامز جلال ببرنامجه السخيف، والذي لم يكتف بما يفعله مع ضيوفه ولكن إمعاناً في السخف والإنحطاط يقدم، بين الفواصل، أسئلة ليتسابق على اجابتها الجمهور نظير جوائز مالية…ولكم أن تتخيلوا ماذا كان سؤال حلقة اليوم؟ “ما هو نوع حذاء نور إيهاب ،
وعندما أصابني الغثيان أنتقلت لقناة المحور لأجد برنامج يسمى “العرافة”….وهناك الأخت بسمه وهبه تحاول إقناع إحدى ضيفاتها بأن التبني حلال….وانتهت الحلقة بخروج الضيفة من الحلقة قبل نهايتها….وكأننا ننتظر أن نتعلم الحرام والحلال من برنامج العرافة،
وعندما شعرت بإرتفاع في ضغط الدم لدي، إنتقلت لقناة الحياة، لأجد شخص ثقيل الدم، لم يكفه ما يقدمه من تفاهات وسخافات على وسائل التواصل الإجتماعي، بل أصبح له برنامج على قناة الحياه، يأتي فيه بفيديوهات سخيفة ثم يتناولها بالنقد والتعليق الاكثر سخفاً
وأخيراً، وقبل أن أنهض للإستعداد لصلاة العشاء، وجدتني على قناة صدى البلد وبرنامج مقالب لا يقل سخفاً وإنحطاطاً عن ما سبق ذكر ،
هل هذا هو الفن الذي يمكن تقديمه للناس في رمضان!! هل ثمة قيمة تربوية أو غير تربويه في أي شيء مما يتم تقديمه!!…كفانا سخف وإنحطاط وضياع…وقت الناس حرام يضيع في هذا العبث…حسبنا الله ونعم الوكيل






