مقالات
		
	
	
( شهادة على العصر )
بقلم شمس الدين التبريزي
* سأظل طويلا مغبونا في عالم صغير لا يفهمني ولا أفهمه؛ أحاول بكل طاقتي أن أتفهمه، وأحسه، وأخالطه، لكنه دوما متنكر للحق، وثائر على الأخيار، لأنه يرى فيهم إلا ما يتسق مع قوانينه الوضيعة التي سنها صغار النفوس وسفهاء الأحلام !!
* عالم يرقص لغانية، ويهش لخليعة، ويصفق لمتهتك، ويرقص لأفاق، فكيف يرجى منه أن ينصف مخلصا، أو يرق لعبقري، أو يعترف بملهم، أو يفسح الطريق لسمهري لا يشق غباره، ولا تطفأ ناره !!  
* يحوز السبق في حلبة الشهرة والغنى سفلة من الدجالين الذين باعوا نفوسهم وضمائرهم للشيطان، ويكسب الجاه والقوة لفيف من شراذم الحياة، الذين لفظهم الزمن، فتسكعوا في حانات الغواية، فتلقفهم الشيطان، وعقد لهم ألوية النصر والظفر، في ساحة البغي والفجور، وهم على الدوام بمنأى عن المؤاخذة والسؤال، لأنهم زاد الركب، ومؤنة الجماعة، ولأنهم القانون الغالب الذي لا يسأل عن شيء، لأنه هو عينه القانون الذي يحكم كل شيء !!
* واها لك أيها الزمان الغضيض بفيض من معانيه العالية، أتراك تقلب الليل والنهار بأحداث تمر ساربة في تجاويف روحك الأبدي الممسك زمامه بيد الإله العظيم الذي يحرك الكون والكائنات بحكمته؛ أم أنت تاريخ يمر بحاشية العقل والقلب والروح حاملا معه ذكريات المخلوقات التي تتخبط في ردهات خيالك؛ أم أنت الحقيقة الرائعة التي لا يفطن إليها إلا أكابر الرجال ؟!!
* أنت يا زمان مغبون مثلنا، لأنك جواد بخيرك للأطهار الأبرار، وسخي بعطائك للمخلصين الأحرار، حين تكون الكلمة واعية، والفكرة عالية، والضمير صاح، والقلب كبير، وما كان ذلك أبدا ليكون إلا بعد تحرر عقل ناسك من قيد جهالتهم، واغتسالهم من دنس حطتهم، وشفائهم من أمراض قلوبهم !! 
				 
					





