
اللواء سيد الجابري:
_ الكيان الصهيونى يحاول إخفاء هزيمته بفتح جبهات أخرى والسعى لتوريط دول عربية في الحرب ..
_ إيران وأمريكا وإسرائيل تربطهم علاقات إستراتيجية ولايمكن خوضهم حروب مضادة حقيقية وإنما هى حروب هيكلية ..

أحمد صفوت
جيش الإحتلال في مواجهة حركات المقاومة المسلحة والمدنيين العُزّل هو بطل من ورق… بات مكشوفاً أمام العالم بعد إستمرارية حركات المقاومة الفلسطينية فى ردعه ما يقرب من عام مما أكد ضعفه وفشله أمام العالم وانكشفت كذبته بأنه الجيش الذي لايقهر … وبدأ يستخدم ألاعيب قديمة ومكشوفة أمام دول العالم للتغطية على ما يحدث ولرفع الروح المعنوية لدى جنوده وشعبه بعد إزدياد أعداد المهاجرين والعازفين عن دخول أرض المعركة … أوشكت الحرب على إتمامها مدة العام ولازالت وعود الكيان الصهيونى تكنشف يوماً تلو الآخر وأقوالهم باتت مزيفة أمام الجميع .. ولكن إلى متى ستستمر الحرب ومن سينتصر ومن الخاسر الأكبر فى هذه الحرب .. للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها كان لنا هذا الحوار مع اللواء سيد الجابرى الخبير الاستراتيجى …
نص الحوار :
* هل لنا أن نلقي الضوء على طبيعة حركات المقاومة التي يواجهها جيش الإحتلال، من حيث التسليح والتدريب والقدرة على تحقيق النصر؟
حركات المقاومة فى فلسطين هى حركات لها تاريخ قديم منذ نشاتها وهناك حركات مضى علي تاسيسها أكثر من أربعين أو خمسين عاماً .. ولكن الحركات الرئيسية تتمركز فى حركات المقاومة الإسلامية والمعروفه بحركات حماس والجهاد الإسلامي وكتائب القسام … وهذه الحركات الثلاثة لديهم تدريب جيد وكم تسليح ياتى على فترات طويلة وخاصة بعد أن حصلت حماس على الفوز فى الإنتخابات على السلطة الفلسطينية فى عام 2006 ومنذ تلك اللحظة إزداد نشاط حماس ورغم مايقال حول أن إسرائيل هى من شجعت تكوين حركة حماس فى البداية ودعمتها إلا انه انقلب السحر على الساحر وأصبحت حماس هى الشوكة فى ظهر الكيان الصهيونى … أما عن التسليح فرغم أن هذه الحرب تسمي بالحروب اللامتماثلة وهى الحروب بين حركات ودول ولكننا رأينا أن تسليح هذه الحركة متنوع مابين صواريخ متعددة المدي مابين البعيد والقصير ولديها قدرة عالية على إستخدام المفرقعات والألغام أحدث بها ضرر كبير فى القوات البرية للكيان الصهيونى عدنا حاول أن يدخل غزة بفرق مشاة .. بخلاف الخطط الذكية التى حققت خسائر فى الجيش المحتل وهذا أكد ان الكيان الصهيونى لايملك سوى القوات الجوية فقط التى يستخدمها بقوة تدميرية مرتفعة من خلال تجربته لذخائر حديثة تدمر المنشآت والنية الأساسية … وهذا يؤكد أنه جيش ضعيف جداً على أرض القتال على عكس مايتم الترويج له لأنه فشل سواء من الناحية الفنية أو حتى من خلال التخطيط فى الحرب مع الحركات الإسلامية .. وأنا توقعت من البداية أن هذه الحرب هى حرب طويلة .. وأنا أعتتقد أن الكيان حقق خسائر طائلة فى هذه الحرب … أما التهجير الذى هو قام به لن يستمر لفترة لأن رهبة الحروب التى تكون فى البداية أظن أنها زالت من قبل الحركات المقاومة فى غزة وأصبح المقاتل الفلطسينى لديه رغبة كبيرة فى خوض الحروب وتحقيق الإنتصارات على أرض الواقع خاصة بعد أن إنكشفت حقيقة الجيش المحتل بأنه جيش ضعيف وأعتقد أن فرصة إنتصار الحركات الاسلامية كبيرة جداً بدليل أن الكيان يبحث عن فتحات جديدة يستحدثها خارج نطاق المقاومة ويحاول الكيان بتحويل الحرب إلى حرب اقليمية بين دول بعضها البعض بعد فشله أمام الحركات الاسلامية .

* هل يمكن أن يُكتب لهذه الحركات النصر في ظل ما يملكه الإحتلال من أسلحة متطورة ودعم أمريكي غربي غير محدود؟
مع إحترامى للأسلحة المتطورة ولكن الكيان لايملك سوى القوة التدميرية للذخائر التى يمتلكها بأطنان كبيرة من المفرقعات ويكفى ما إستخدمه إلى الآن ، من ذخيرة تصل إلى خمسين ألف طن من المفرقعات وطبعاً هذا الرقم من المفرقعات أكثر من عدد قنبلتين نوويتين ، ولكن المقاوم والمقاتل الفلسطينى أثبت أن لديه قدرة كبيرة جداً على المناورة والإلتفاف وإصابة العدو إصابات بالغة أوقعت بجنود الكيان بشكل محكم ومؤخراً قد تم اغتيال قادة الكيان الصهيونى مما جعل جنود الكيان يعزفون عن دخول غزة خوفاً من الموت ولذلك أنا أعتقد ان هذه الحركات سيكتب لها النصر لسببين السبب الأول هى العقيدة التى يمتلكها بعد أن صرح العدو بنيته لتهجيرهم وهذا حقق دافع كبير لديهم للإستمرار فى الجهاد بثبات وتمسك بالأرض أما السبب الثانى فهو ثقتهم بنفسهم التى تزداد يوماً تلو الآخر بعد أن حقق ثبات أمام العدو ودول عظمى لما يصل إلى عام تقريبا .. وهذه أسباب أساسية لتحقيق النصر .
* رغم العدد الهائل من الشهداء المدنيين.. هل نجح جيش الإحتلال في تحقيق أهدافه الإستراتيجية في غزة، أم أن توجهه لتوسيع جبهات الصراع جاء للتغطية على هذا الفشل؟
المقاومة الفلسطينية اليوم تدافع بعقيدة كبيرة إستطاعت أن توقف الكيان الصهيونى عند حده ولكن الحروب تقدم شهداء فالجزائر قدمت مليوناً ونصف شهيد مثلاً وهناك زلازل تعصف بآلاف المدنيين .. ولنعتبر ان العدد الهائل من شهداء المدنيين هى الضريبة التى تدفعها الدولة الفلسطينية لتحقيق الإنتصار والحفاظ على أرضهم وحدودهم وعلى هذا الأساس .. فإن جيش الإحتلال لم ينجح فى تحقيق هدف واحد من أهدافه الإستراتيجية فى حربه على غزة سواء بقضائه على حماس أو بتهجير الفلسطنيين أو بتحرير الأسرى وهذا فشل ذريع يدل على أن أجهزة الإحتلال وما ورائها إلا أجهزة إعلامية ضخمة تروج للكذب وهى على أرض الواقع جيش ضعيف جداَ لايملك قوات برية وجنوده لا يملكون العقيدة بدليل إرتفاع عدد الهجرة العكسية فى إسرائيل والسياحة توقفت وإقتصادها فى دمار متواصل وكل هذا يدل على أن هناك خسائر كبيرة فى الكيان الصهيونى وإنكشف كذب دعاها لقوتها وأسلحتها الوهمية الذي فقدته فى سوق السلاح … أو عن توسيع جبهات الصراع فكما ذكرت من قبل هو يسعى لفتح جبهات أخرى للتغطية على فشله الذريع الذى حققه فعلياً خلال فترة الحرب .. وأنا أعتقد أن المقاومة الفلسطينية لازالت فى قوتها ولم تفقد أكثر من 15 بالمائة من قوتها طوال هذا العام … انما تكبر الكيان الصهيونى وإغتيالاته المتتالية لقيادات أظهر انه مجرم حرب وإنكشفت أمام العالم حقيقة الصيهاينة ، وإنفضح توجههم وضعفهم وأظن أن الكيان فى الفترة المقبلة ستوجه إليه ضربات موجعة ومتتالية ستدمرة قريباً بعد ما يقوم به من إغتيالات … وأظن انه قريباً ستحل إسرائيل وستقوم دولة فلسطين .
* هل دخول إيران على خط المواجهة يدعم هذه الحركات أو يخفف الضغط عنها في مواجهة الإحتلال؟
العلاقة بين أمريكا وإيران وإسرائيل علاقة استيراتيجية ، تمر أحيانا بمراحل مختلفة من الترابط ولكنها تظل علاقة إسترتيجية بدليل أن معظم ضربات إيران لإسرائيل غير مؤثرة والعكس صحيح وما هى إلا مناوشات بين أطراف الغرض الرئيسي منها هو توريط الدول العربية ودول الخليج تحديداً لمعارك غير مطلوبة وذلك لإضعاف المنطقة وفرض السيطرة عليها من إيران أو إسرائيل وهذا هدف الصهيونية العالمية .. ولا أعتقد أن إيران وإسرئيل تدخلان فى حرب حقيقية وإنما يمكن دخولهم فى حرب هيكلية للإيقاع بدول المنطقة فى معارك للتغطية على فشل الكيان أمام الحركات الاسلامية .
* بعيدًا عما أعلنه “نتنياهو”.. ما الأهداف الإستراتيجية التي يسعى الإحتلال لتحقيقها من وراء توسيع جبهات الصراع على أكثر من محور في وقت واحد؟
كما ذكرت من قبل أن جميعها محاولات للتغطية على فشلها والبحث عن سبل وطرق مختلفة لتصليح الرأى العام مع شعوبهم والممالطة فى حقيقتهم التى أظهرت للعالم بانهم جيش ضعيف وجميعها محاولات معروفة ومكشوفة مثل سعيهم لتوريط دول أخرى لخوض حروب حتى لاينكشف أمرهم الذي بات مكشوفاً للعالم باكمله .
* هل ترى الولايات المتحدة والغرب أن الوقت قد حان لتحقيق حلم دولة إسرائيل من “النيل إلى الفرات”؟
لا أتفق مع هذا الأمر لأننا رأينا موخراً دول غربية كثيرة ضد إسرائيل مثل إسبانيا وكندا وأيرلندا ودول كثيرة غربية ضد فكرة التوسع ومع فكرة إنشاء دولة فلسطينية وحل الدولتين وهذا ما أعلنه بايدن لأنه يرى أن هذا هو الحل رغم تصريحه بأنه أكثر رئيس أمريكي ساند إسرائيل .. أما فكرة النيل إلى الفرات فهذه فكرة يصعب تحقيقها على أرض الواقع.






