Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أحدث الأخبار

عن حرب أكتوبر والمرأة المصرية ..

الدكتور علي عبدالراضى إستشارى الصحة النفسية

الدكتور علي عبد الراضي

حوار / أحمد صفوت

  • المرأة المصرية سبب رئيسي فى انتصار أكتوبر المجيد
  • تجنيد خريجي الجامعات في الجيش ساعد في خلق حالة تعلم ذاتي
  • حرب الاستنزاف كانت بمثابة تجارب أداء وقياس لقدرات المقاتل المصري
  • المخابرات رسمت خطة الخداع على مبدأ “طمن عدوك خليه يتحرك قدامك”

قال الدكتور على عبد الراضى استشارى الصحة النفسية، وأستاذ مساعد الانثروبولوجيا النفسية جامعة عين شمس، إن المرأة المصرية شريك أساسي في انتصارات حرب أكتوبر المجيدة 1973، مشيرا إلى أنها ربت أبناءها على حب الوطن والانتماء، وزرعت فيهم حب الحرية وتحرير الأرض والعزة والكرامة، بالإضافة إلى مشاركتها في التبرع بالدماء أو المجهود الطبي وتمريض المصابين.

وأضاف لـلواء العربي أن الإنسان المصري الذي شارك في حرب أكتوبر أو عاش في زمانها، كان يعاني في الماضي البعيد من الاحتلال والفساد والاستبداد أثناء عصر الملكية، وبعد ثورة 23 يوليو 1952، ذاق حلاوة الحرية والعيش في وطن غير محتل، بالإضافة إلى أنه ذاق حلاوة الإصلاح الاقتصادي والإداري، وبالتالي فهو إنسان يرفض الاحتلال ولديه القدرة والعزيمة على الدفاع عن أرضه وتحريرها من العدو الإسرائيلي.

  • كيف تمت تهيئة النفسية المصرية إستعداداً لحرب أكتوبر المجيدة؟

عانى الشعب المصري في الماضي البعيد عن حرب أكتوبر 1973 من الاحتلال والملكية و شعور الإهمال وَ العَوَز و الفقر لدي الشخصية المصرية وترسبات إجتماعية و إقتصادية تدل علي التفاوت الاجتماعي وكانت مصر في هذه الفترة غير مستعدة لدخول حرب، ولكن الماضي القريب كان يحمل للمصريين عصر الإستقلال من الإحتلال الأجنبي و حقبة الإصلاح الزراعي و الإقتصاد والتعليم الذي بات حق مشروع للجميع و ليس مقتصر علي طبقة من الشعب، ثم الدخول في حقب الإصلاح الإداري والسياسي المتمثلة في تأسيس حركة عدم الإنحياز والتي أخرجت مصر من مجرد دولة كانت بالأمس محتلة إلى دولة ذات ثقل ومحور ريادي في العالم ونموذج يحتذى به، وكل ذلك ساعد في تهيئة الشخصية المصرية للإستعداد للحرب، باعتبارها فرصة لإثبات العزة والكرامة.

وقرار تجنيد خريجي الجامعات في الجيش ساعد في خلق حالة تعلم ذاتي عند غير المتعلم أو ما نطلق عليه التعليم بالمعايشة، التجنيد و الإنتظار جعل من الأمي شخص يقرأ و يفكر و يتعلم من خريجي الجامعات من خلال الإحتكاك والمواقف اليومية التعليمية

بدأ الأمر عندما إنقطعت عن غير القارئ معلوماته عن أهله فلا يستطيع أن يوصل لهم حتى سلامه ، مما دفعه الي التعلم. طبق الجندي المصري مقولة لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد. البريد و المراسلات أمر مهم و يشعر الإنسان بقيمة الوجود والبشرية لذلك محو الأمية كان أمراً حتمياً بعد المعايشة مع المتعلمين ثم جاءت فترة طويلة من الإنتظار و ذلك دفع الجندي للقراءة ، نعم هي كتب ومجلات قليلة ولكن خلقت حالة من الوعي و الأرضية الحوارية المشتركة بين المجندين و تعلم الإفتراض و عواقب الأمور و فهم قيمة العلم .  

  • ما أهم التغيرات الإجتماعية التي تم رصدها بين المصريين خلال أيام الحرب وما تلاها من أحداث حتى وقف إطلاق النار؟

من المهم ان نفرق بين أمرين هما : متخذي القرار بالحرب و المواطن الذي يشعر بوجع الهزيمة و الظلم من عدو صهيوني يطمع و يطمح في النيل من مصر بمختلف الطرق أما عن سيكولوجية متخذي القرار بالحرب فلها حسابات مختلفة في ساحة جديدة من نوعهاعلي المقاتل المصري و هنا نطلع علي المعطيات المتاحة لجيش مسلح بشكل بسيط  وجندي خريج جامعة و جندي يمتلك أرض أي يشعر بالإنتماء وجندي كان في مصنع ضخم أي لدية قدرة على التصنيع هذا جيد لكن علي الجانب الآخر أنت تحارب مندوب عن أمريكا و إنجلترا وخط وسحب إمداد علي المكشوف و عدو يتابع الأخبار والتحركات و يتجسس وهنا معضلة ، بات الأمر غير مطمئن بعد إنتشار عمليات التجسس من الكيان الصهيونى أو حتي دول تتجسس لصالحهم وهنا حدث إظهار خلاف ما تبطن وما نفكر فيه ، نعم إظهار عكس الرغبة و إظهار خلاف فيما تريد تحقيقه و أن توصل معلومات مزيفة لأكثر من عامين لهذا الكيان وتحرك سياسي أنك منكسر و مظلوم و أن العدو يستمد قدراته من دول كبيرة ولا أستطيع أن أحاربها وهذا ماقيل في اكثر من لقاء بين القادة المصريين مما أوصل لهم أفكارتطمئن بأن الحرب خيارغير مطروح لدي القادة حتي حرب الإستنزاف كان لها دور في تغيير سيكولوجية المقاتل المصري في رفع القدرة و تحقيق التمكين في الانتصار و لكن بانتظار الوقت المناسب. وكان هناك جيش لديه رغبة في التسليح و القتال وعزيمة و إصرار علي ذلك و عدو يعد عليك انفاسك و يتجسس وهذا يدفعنا ان نقدم امر مختلف ان نخلق عمليات الاستنزاف و هي تظهر للعدو انها عمليات بسيطة و تدل علي الهزيمة وأن الجيش غير مستعد للمواجهة وهذا يخدم فكرة إظهار خلاف ما تبطن وكذلك عمليات تحقق خسائر لدي العدو وساعدت المخابرات المصرية في إيصال رسالة ان هذه العمليات دليل ضعف وعدم رغبة و عدم قدرة الجيش في الاشتباك وكان هناك مبدأ طمن عدوك خلية يتحرك قدامك حتي تتمكن منه فهذه الجملة كانت في ملفات احد قادة جهاز الاستخبارات المصرى وقد خلقت حرب الاستنزاف رغبة عند المصري و دليل انه قادر و هي كانت تجارب اداء و قياس قدرات المقاتل و اختبار حي للمواطنة و الانتماء و قدرات  الجندي المصري في المواجهة والتنفيذ ورغبة في تحقيق إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة و هذا يخلق حالة  من التراكم المعرفي والوجداني  بعلوم الحرب خاصة بعد تحليل كل عملية من تلك العمليات بشكل تفصيلي موضوعي وتجنب الاخطاء في العرض الاخير المقصود بها الحرب .

  • كيف تمكّن المقاتل المصري بأسلحته التقليدية  من مواجهة أحدث الأسلحة الغربية حتى تحقق النصر؟

بالإيمان و العلم وان النصر من عند الله وتوحد جهود الجميع بروح الإيمان و حالة من الزهد الحقيقي و ذكر الله و بالعلم الذي وظف في خدمة تحقيق النصر و تطوير وتوظيف الأسلحة المتاحة التقليدية من طراز الحرب العالمية الثانية لمجابهة أحدث أنواع الأسلحة وهذا تحدي حقيقي ولكن بالإيمان والعلم الذي وظف من قبل الجندي وذلك بضم متعلمين للإستفادة منهم في الفكر العسكري .

المراة المصرية فى نكسة 1967

  • في ضوء ما أظهرته حرب أكتوبر المجيدة، هل يمكن إلقاء الضوء على الشخصية المصرية وقت الشدائد؟

المصري في حرب أكتوبر، هو إنسان جرب طعم البعد عن الإحتلال وخطوات الإصلاح و تعلم جيداً أن قيمة مصر في أبنائها وأن المسؤلية تقع علي الجميع خاصة بعد خطاب التنحي الذي قدمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد الهزيمة وذلك تسبب في خلق حالة من  التضامن وحدة بين الشعب و الدافع الأهم هى الأم التي تدفع بكل الأبناء في تحرير الوطن.

والمرأة المصرية أم تربي علي الإنتماء وإرجاع الوطن وتحملت مر الهزيمة و ربت الأبناء علي حب مصر و الدفاع عن مصر و تطوعت في أعمال المستشفى العسكري الميداني و تبرعت بالدماء لصالح مصر و أبناء المصريين، فقد كانت المرأة  المصرية تحارب مثل الرجل و لكن بشكل مختلف فلقد ربت أبناءها ليكونوا مقاتلين و تبرعت بالدماء طوعًا لصالح الجيش الوطني وسهرت علي الطفل تراعيه و سهرت علي مصاب تطببه، فهي شريك في الإنتصار. حقيقةً الجميع شارك في حرب العزة والكرامة والفخر كل الفخر  أن ترك لنا رجالنا البواسل إرثًا حديثًا نرتكز اليه من الإنتصار والصمود، لأن الجندي المصري غير معايير التسليح وخطط الحروب.

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى