عجائب انتخابية «2»

الدكتور عبد المنعم سعيد يكتب :
كبرى العجائب فى الانتخابات الأمريكية التمييز ما بين التصويت الشعبى الذى يمنح الرئيس الأغلبية على مستوى الدولة الأمريكية، والمجمع الانتخابى المعبر عن الولايات، وكل منها حسب عدد سكانها؟ صدق أو لا تصدق أن هيلارى كلينتون فازت بأصوات الناخبين (2016) وكذلك آل جور (1999)، ولكن من فازا وذهبا إلى البيت الأبيض كان جورج بوش الابن ودونالد ترامب لأن كليهما حصل على أصوات المجمع الانتخابي. فى المعركة الانتخابية الراهنة فإنها لا تجرى على المستوى القومى بعد أن انقسمت أمريكا إلى «الولايات الزرقاء» الديمقراطية، وهذه تقع على الأغلب على سواحل المحيطين الأطلنطى والباسيفيكي، و«الولايات الحمراء» الجمهورية وهذه تقع على الأغلب فى الوسط والجنوب. ما بين الزرقاء والحمراء توجد الولايات البنفسجية، ويقال عنها المتأرجحة ما بين الجمهوريين والديمقراطيين. ومن بين خمسين ولاية أمريكية يوجد سبع ولايات ينطبق عليها هذا الوصف أشهرها بنسلفانيا وميتشجان وويسكونسن ونيفادا وأريزونا وجورجيا. الزرقاء هى الأكثر سكانا وغنى وحداثة تكنولوجية، والحمراء محافظة وأقل سكانا وهى الأكثر اعتمادا على الاقتصاد التقليدي، والبنفسجية هى ولايات عاشت غنى وازدهار الثورة الصناعية الثانية ولكنها أصيبت بالصدأ مع حلول الثورات الصناعية الثالثة والرابعة.
المجمع الانتخابى جاء دستوريا لحماية الولايات الصغيرة من جبروت الولايات كثيفة السكان، ورغم أنها تقدم نصيبها من المفوضين إلى المجمع حسب أغلبية عدد سكانها فإن القاعدة التى باتت سائدة وهى أن الفائز شعبيا فى الولاية يحصل على العدد الكامل لنصيبها فى المجمع حتى ولو كان الفارق ما بين الأغلبية والأقلية صوتا واحدا. ولايتان فقط ـ نبراسكا ومين ـ ولكل منهما مفوضان اثنان فقط توزعان نسبيا مفوضيها حسب ما حصل عليه كل طرف من أغلبية فى دائرتين. فى الانتخابات التى يتقارب فيها الأزرق مع الأحمر، فإن مفوضا يمكنه ترجيح النتيجة على المستوى القومي. فى النهاية فإن المجمع الانتخابى يجتمع شكليا لإقرار النتيجة التى يتوصل إليها المرشحون فى الولايات جميعها .






