
الكاتب احمد صفوت
إيهاب فؤاد :
تركيا تستورد من مصر سنويا ملابس تتخطى الـ 100 مليون دولار
- مصر وتركيا تاريخ من التعاون وآن الأوان لعودة المياه لمجاريها
- زيارة الرئيس شجعت الاستثمار المصرى التركى بشكل ملحوظ
- العامل المصرى “فهلوى” وقدرته خارقة فى تخطى الصعاب
- مصر ستسفيد من تركيا فى صناعة السيارات والأجهزة الكهربائية والصناعات الدفاعية
بعد قطيعة وتوتر في العلاقات بين البلدين لسنوات، دشنت مصر وتركيا مرحلة جديدة من العلاقات، وشكلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة دفعة قوية لتلك العلاقات التي تتسم بالعمق والتميز على مدار التاريخ.
وقال إيهاب فؤاد رئيس رابطة المستثمرين المصريين فى تركيا، إن العلاقات بين القاهرة وأنقرة قوية ومتعمقة في التاريخ، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا لها نتائج إيجابية على البلدين، ولاسيما زيادة التبادل التجاري إلى نحو 15 مليار دولار سنويا.
وأضاف “فواد” أن الزيارة سوف تعطي دفعة قوية للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وسوف تؤدي إلى السرعة في انجاز وتطبيق الاتفاقيات بما يعود بالنفع على الشعبين المصري والتركي.
- كيف ترى نتائج الزيارة الأولى للرئيس السيسى إلى دولة تركيا فى هذا التوقيت؟
لا شك أن الزيارة لها نتائج إيجابية فى شتى المجالات سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى والأهم هو المستوى الاجتماعى، ورغم أن العلاقات بين البلدين تاريخية إلا أن الجالية المصرية للأسف عددها قليل جدا بالمقارنة بالجاليات الأخرى. فمتوسط الجاليات المصرية فى تركيا ما بين المقيمين والمترددين تتراوح ما بين الثلاثين للسبعين ألف مواطن مصرى بالإضافة للعمالة التى تقيم بشكل غير رسمى وفي طريقها لتصحيح وضعها القانونى.
فى حين أن الجالية السورية فى تركيا الرسمية ثلاثة ملايين سورى.. ولذلك أهم النتائج اجتماعيا هو شعور الجالية المصرية بالأمان خاصة وأن سيحدث تعاون اقتصادى كبير ما بين الدولتين.. وهذا سيؤدى إلى توسيع تجارة المصريين المقيمين فى تركيا، ويمكننا القول بأن شعور المستثمرين المصريين فى تركيا شعور غاية فى السعادة والطمأنينة.. أما خبراء الاقتصاد بعيدا عن البعد الاجتماعى فهم كذلك من أكثر المرحبين بالزيارة وذلك لأن الداخل التركى يحتاج كثيرا من المنتجات المصرية فمثلا حجم الصادرات المصرية من الملابس إلى تركيا تتخطى المائة مليون دولار سنويا.. وللعلم فإن على سبيل المثال كيلو المانجو فى تركيا بخمسمائة ليرة أى ما يقرب من 750 جنيه مصرى وهذا مثال صغير ولكن على مستوى جميع المنتجات الزراعية يطبق عليها نفس الأسعار.

- ما دلالات رئاسة الزعيمين السيسى وأردوغان لمجس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم؟
الزيارة تدل على الرغبة فى السرعة والمرونة فى اتخاذ القرار وهذا يعنى أن هناك مشروعات هامة وكبيرة لا تتحمل التأخير وهذا يجيب على أهم سؤال وهو متى يشعر المواطن بالفارق بعد توقيع الاتفاقيات. والسرعة في تنفيذ الاتفاقيات هى العامل الأهم، ولذلك فإن تولي الرئيسان السيسي وأردوغان رئاسة مجلس التعاون الاستراتيجى الهدف منها توفير السرعة في الانجاز حتى يشعر المواطن بالنتائج المرجوة.
- كيف ترى الهدف من رفع معدلات التبادل التجارى بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنويا؟
أنا أرى أن هذا الرقم يعتبر مرحلة أولى فى التجارة الحرة ما بين الدولتين.. أما فكرة تعزيز الاستثمارات المشتركة فهذه نقطة هامة جدا لأن الدولتين يمتلكون عدة صناعات يمكن التعاون بها.. نتحدث عن “الرمال” المصرية التي يمكن تصديرها في صورة الكريتال أو فى صورة رمال ويمكن تصديرها فى صورة شاشة. وهنا نقول استثمارات مشتركة لأن مصر عندما تقوم بتحويل الرمال لمنتج شاشة يمكن يحدث تعاون مع تركيا بإنتاج يصلح للداخل الأوروبى بمدخلات إنتاج مصرية وأيدى عاملة مصرية وأظن أن هذا تكامل يؤدى إلى زيادة مالية كبرى فى المخرجات الصناعية للدولتين.
- ما أسباب حرص رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار فى مصر.. وما هى طبيعة وحجم الاستثمارات التركية فى مصر؟
أولا لابد أن نعترف بأن العمالة المصرية هى وحدها من أرخص الأيدى العاملة فى العالم، ولكن الأهم هو أن العامل المصرى معروف عنه أنه ماهر جدا وبالمسمى المصرى هو العامل “الفهلوى” وهذا غير متوفر فى معظم دول العالم فمنذ القدم ومعروف كفاءة العامل المصرى. بالإضافة إلى قدرته على تخطى الصعاب، أما عن الاستثمارات التركية فى مصر قبل الزيادة لها شكل وبعد الزيارة تختلف تماما.. لأن المستثمر أصبح ظهره محمى، ويلجأ لرئيس دولة يحل له جميع العقبات بكل أريحية، وهذا تخطى للصعاب، فإن كانت الاستثمارات التركية فى مصر تتركز فى صناعة الملابس والأجهزة الكهربائية.. فالأمر سيختلف تما ما بين البلدين من حيث الصادرات والوردات فى جميع المنتجات وعلى سبيل المثال فى صناعة السيارات تركيا متقدمة جدا فى هذا الشأن ومصر تستورد أكثر من ثلاثة ماركات من تركيا فإذا تم هذا التعاون على سبيل المثال مع منتج مثلا السيارات سيختلف الأمر تماما
- ما أهم المجالات التى تستهدفها الاستثمارات التركية فى مصر.. وتلك التى تسعى إليها مصر؟
أهمها وأكثرها هى صناعة الملابس لأنها صناعة تحتاج إلى أيدى عاملة كثيرة لذلك هى ناجحة جدا فى دولة بنجلاديش والتى استطاعت منافسة دولة مثل الصين فى هذه الصناعة.. والأهم من كثرة العمالة قلة أجورهم .. أما عن الاستثمارات التى تسعى لها الحكومة المصرية هى الأدوات المنزلية سواء أدوات بلستيكية للمطابخ أو الأجهزة الكهربائية ولها بصمة متميزة عالميا سواء من حيث الجودة والكفاءة وكذلك من ناحية الأسعار، بالإضافة إلى صناعة السيارات، والصناعات الدفاعية، فبعد عام 2020 ووباء كورونا انتشرت حروب لها شقين ما بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعى بعد تطوره بشكل ملحوظ فى توجيه الذخائر الذكية.. والقوارب والطيارات بلا عنصر بشرى.. وتركيا تقدمت فى هذا الشأن مؤخرا.. وأعتقد أن الحكومة المصرية لن تترك هذا التطور فى تركيا بل ستستفيد منه بشكل كبير خصوصا أن التعاون بين البلدين سيشهد مرحلة هامة وجادة جدا.






