سراج الدين والنحاس والنقراشي ومقر نقابة الصحفيين
الكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم يكتب






رغم أن موافقة الحكومة على إنشاء نقابة الصحفيين في 31 مارس عام 1941اقترنت بشرط توفير مقر لها، إلا أن مجلس النقابة المعين لم يتمكن من توفير مقر لها الأمر الذي سارع من اجله الأستاذ محمود أبو الفتح أول نقيب للصحفيين بالتنازل عن شقته بعمارة الإيموبيليا لتصبح أول مقر للنقابة .
في عام 1942وقبل موعد عقد اجتماع للجمعية العمومية وجد مجلس النقابة أن الصحفيين في أشد الحاجة إلى مكان أكثر اتساعا لعقد جمعيتهم و اهتدي المجلس إلى قاعة نقابة المحامين الكبرى لعقد هذا الاجتماع، وأثناء عقد الاجتماع استرعى انتباه مجلس النقابة وجود قطعة أرض فضاء مجاوره لنقابة المحامين عليها بضع خيام
وفي اليوم التالي توجه محمود أبو الفتح – نقيب الصحفيين- إلي جهات الاختصاص في الدولة وطلب هذه الأرض ليقام عليها مبنى النقابة، لكنه علم أنها مملوكة للقوات المسلحة البريطانية وقد أنشأت عليها خياما يقيم فيها العشرات من جرحى الحرب العالمية الثانية، وعرضت الحكومة على أبوالفتح قطعة أرض أخرى يشغلها سوق الخضر والفاكهة بشارع رمسيس ( نقابتا المهندسين والتجاريين حاليا) بشرط أن تتولى نقابة الصحفيين إزالة آثار السوق على نفقتها الخاصة، لكن مجلس النقابة رفض العرض وفضل الانتظار حتى تضع الحرب أوزارها ثم يسعى مرة أخرى للحصول على قطعة الأرض المجاورة لنقابة المحامين.
فؤاد سراج الدين
فى عام ( 1944) امر فؤاد سراج الدين -وزير الداخلية انذاك- بالاستيلاء على مبنى من طابق واحد بشارع قصر النيل ومصادرته لصالح نقابة الصحفيين بعد أن كان ناديا فخما للعب القمار.
وظل هذا المبنى مقرا للنقابة وناديا لها وتم دعمه بمكتبة قيمة تحتوي على أربعة آلاف كتاب والعديد من الدوريات الصحفية وأصبح يتوافد عليه الزائرون من كبار رجال الدولة والأدباء والفنانين،
مصطفي النحاس
ورغم أن مصطفى النحاس باشا -رئيس الوزراء- قد أمر بتخصيص قطعة الأرض المجاورة لنقابة المحامين ليقيم عليها الصحفيون نقابتهم إلا أن مساعي فكري أباظة -نقيب الصحفيين في ذلك الوقت- عام (1944) لم تكلل بالنجاح لتنفيذ أمر رئيس الوزراء، لأن جهات الاختصاص في الدولة لم تكن قادرة على أن تأمر القوات المسلحة البريطانية بالجلاء عن هذه الأرض!..
لم ييأس الصحفيون وغامر حافظ محمود – وكيل النقابة – وقام أثناء غياب فكري أباظه بالخارج بتوجيه إنذار إلى القيادة البريطانية بالقاهرة للجلاء عن هذه الأرض ‘حيث أنها آلت من الحكومة المصرية لنقابة الصحفيين لإقامه مبنى جديد عليها ‘ وكانت المفاجأة أن استجابت القيادة البريطانية على الفور.
محمود فهمي النقراشي
واجهت النقابة بعد ذلك مشكلة التمويل، وقام مصطفى القشاشي -السكرتير العام لنقابة الصحفيين- ببذل جهود مضنيه مع دولة محمود فهمي النقراشي -رئيس الوزراء آنذاك- بخصوص هذا الموضوع ومهد الطريق لعقد اجتماع لرئيس الوزراء مع مجلس النقابة لأول مرة وتم عرض مطلب النقابة على مجلس الوزراء الذي وافق على اعتماد 40 ألف جنيه تحت حساب تكاليف المبنى وقال رئيس الوزراء في رسالة لمجلس النقابة “يسعدني أن أبلغكم بأن يتم هذا البناء ويفرش بأحدث المفروشات حتى يصبح منارة إشعاع تطل منها مصر بحضارتها العريقة على الدنيا كلها.. أريدكم أن تعرفوا أنني قررت أنه عندما يحضر وفد أجنبي إلي مصر أن أعزمه في نقابة الصحفيين لأنها مرآة صادقة للمجتمع المصري”. وقد عهد إلي المهندس د. سيد كريم – أن يعد تصميما نموذجيا للنقابة ووضع النقيب محمود أبو الفتح – حجر الأساس للمبنى أول يونيو 1947 وتم افتتاحه رسميا في 31 مارس (1949 ) وبلغت تكاليفه 701و39801 جنيه






