
الكاتب الصحفي ايمن الشحات يكتب :
منذ بضعه أسابيع هاجت الدنيا وماجت بسبب ما أحدثه الفيلم الهندي “حياة الماعز” الذى تحدث عن نظام الكفيل في السعودية، وحالات الظلم والقهر التى وقعت أو ما زالت تقع على بعض العمال هناك.
والفيلم كعمل درامي عبر عن القضية تعبيراً صادقاً واستطاع أن ينقل ويترجم مشاعر الحزن، الألم، والقهر الذي تعاني منه فئة من العمال منذ عقود طويلة بشكل واقعي وصادق، وذلك من خلال تناول الأحداث من الجانب الانساني.
ومأساة فيلم حياة المعز في السعودية موجودة أيضا في مصر، مع الفئات المهمشة المطحونة وخير دليل على ذلك تلك التى تسمي نفسها بـ”شركات توريد العمالة” وهي الباب الخلفي لـ”سخرة” العمالة داخل المنشآت المصرية بالداخل.
والواقع المرير لحال آلاف من العمال والعاملات الذين يعملون بعقود صورية أو بلا عقود أو عقود تجرد صاحبها من حقوقه وبمرتبات تصل لربع الحد الأدني للاجور تحت وطأة العوز والحاجة والفقر مع تلك الشركات التي تنتهك قانون العمل بل مواد فى الدستور المصري ذاته.
والأمثلة كثيرة منها المادة 79 من قانون العمل، والاتفاقية رقم 100 لسنة 1951 لمنظمة العمل الدولية، الخاصة بمساواة العمال والعاملات في الأجر لدى تساوي قيمة العمل، بل وصلت أيضا إلى بنود ومواد في قانون العمل الجديد.
وزارة القوى العاملة هي المكلفة قانونا بمتابعة تنفيذ أحكام قانون العمل، حيث تشكل الوزارة وحدات للتفتيش على منشآت العمل للتأكد من تطبيق القانون، وقد منح القانون موظفي القوى العاملة سلطة الضبط القضائي، ومراقبة أنشطة الشركات والتفتيش على عملها وطواقمها، لكن العمال يؤكدون أن “هذا لا يحدث على أرض الواقع، بل ويؤكد العاملون بمكاتب العمل ان تلك الشركات صاحبة نفوذ أقوى من وزارتهم، لذلك لا يتحركون حتى لا يتم ايذائهم.
ومن هنا تقع المصيبة الأعظم على كاهل الحكومة بسبب تعرض العمال عند المطالبة بحقوقهم فى مرتبات عادلة غير مسروقة ولا منقوصة حيث يتعرضون للتنكيل بهم عن طريق وكلاء تلك الشركات فى المنشأت التى يعملون بها كالمستشفيات وغيرها للفصل التعسفي، ومن ثم يلقي بأعباء إضافية على الحكومة التى تجد نفسها ملزمة بتوفير معاش شهري لمن فقدوا مصادر دخلهم.
أعضاء البرلمان متهمون أيضا بالتقصير في متابعة تلك الانتهاكات الناتجة عن نشاط شركات التوريد حيث صموا آذانهم عن سماع شكاوى الكادحين، على سبيل المثل الشعبي القائل: “الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح”، لكنهم بالطبع لن يستريحوا من دعوات الغلابة التى ستظل تلاحقهم إلى يوم الدين.






