Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحةمقالات
أخر الأخبار

الغذاء والصحة العامة

كتب الأستاذ الدكتور/على بحبو
يعتبر الغذاء سواء نوعه أو كميته أو حالته من الأمور الجديرة بالإهتمام ، لأنه يمد الجسم بالعناصر الهامة واللازمة لنموه ومقاومته للأمراض مثل الماء والكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية والإنزيمات ، وبالرغم من التقدم الكبير في علوم الصحة والزراعة والطب والصيدلة والهندسة وتغذية الإنسان والذي أدى إلى كثرة التمدن والحضارة فإن إنسان القرن العشرين هو الأضعف بنياناً ومناعة ومقدرة علي مقاومة الأمراض والجراثيم والطفيليات من أجداده الأوائل ، ويرجع ذلك إلي أن كل شيء في حياتنا اليوم أصبح صناعيا ، ويندر أن يتوفر الغذاء الطبيعي الذي لم يتعرض لعوامل التلوث المحيطة به من كل اتجاه ، فأكثر من90% من المواد الغذائية تقع تحت نطاق الأغذية الصناعية أو الأغذية المخلقة أو الأغذية المعاملة ، ولهذا فمن الصعب جداً الحصول علي أي مادة غذائية طبيعية لم تتعرض لمعاملات صناعية سواء بالرش بمبيدات الآفات أو بالتسميد الصناعي أو بالمعاملة ببعض منظمات النمو أو بالتعرض لعوامل التلوث المحيطة المختلفة سواء من التربة أو الجو أو الماء أو غيرها ، ولذلك تعتبر أكثر الأمراض السائدة أمراض غذائية بالدرجة الأولى ، وبناءا على ذلك يعتبر الغذاء الصحي هام جدا لحياة كل فرد ، فالغذاء الصحي السليم المناسب يلعب دوراً هاماً في النمو والحفاظ علي الصحة العامة للإنسان والوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة والحماية من الإرهاق البدني والنفسي ، كما أن له دورا هاماً في المحافظة على صحة المرضى وتقليل فترة النقاهة وعدم حدوث مضاعفات بعد الشفاء … والغذاء الصحي هو الوجبة الغذائية المتكاملة Optimal diet التي تحتوي علي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لنموه وحمايته من الأمراض ، ونظرا لاختلاف احتياجات الأفراد من العناصر الغذائية فإن الوجبة الغذائية المثلى Ideal diet تختلف طبقا للكثير من العوامل مثل الحالة الصحية والمقومات العلمية والشخصية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك السن والجنس والوزن والطول ونوع العمل والنشاط ، ويجب أن تصمم الوجبات الغذائية اليومية بحيث تمده بالعناصر الغذائية الضرورية مع التنويع في مصادر المواد الغذائية المكونة للوجبة حتي يمكن الحصول علي الوجبة الصحية المتكاملة المتوازنة ، والتي يجب أن تمد الجسم بالكميات المقررة من العناصر الغذائية الضرورية مع توفير كميات مناسبة من الطاقة المطلوبة ، ويجب أيضا أن تحتوي هذه الوجبة علي المواد الرئيسية وهي البروتينات ، الكربوهيدرات ، الدهون ، الفيتامينات ، الأملاح المعدنية ، الألياف ، الماء بالكميات التي يحتاجها الجسم … وبصفة عامة يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية على كميات مناسبة من العناصر الرئيسية بالكميات المقررة ومن مصادر متنوعة وأن يمد الجسم بجميع احتياجاته من المواد الغذائية كماً ونوعا ، وأن تحتوي على أطعمة الوقاية والبروتينات ذات القيمة الحيوية العالية بالدرجة الأولى والبعد عن استخدام الدهون المشبعة مثل السمن الصناعي لما لها من تأثير ضار على القلب والأوعية الدموية ، وأن تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية والأحماض الدهنية الضرورية غير المشبعة والأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع مثل Omega 3 ، وألا تزيد كمية الطاقة المتناولة من الدهون المشبعة عن ١٠ %من مصادر الطاقة اليومية للإنسان ، مع المحافظة علي توازن الحموضة والقلوية التي قد تنتج من تناول أطعمة مختلفة لأن نواتج هضم وتمثيل الأطعمة قد تكون إما حامضية مثل اللحوم أو قلوية مثل الفاكهة والخضر بجميع أنواعها والألبان ، ومن جهة أخري فإن تناول الأطعمة ذات التأثير الحامضي مع الأطعمة ذات التأثير القلوي لا تسبب أية أضرار في حالة الشخص الطبيعي بشرط ألا تكون هناك تداخلات سلبية بين الأغذية المختلفة التي تكون الوجبة الغذائية ، ويجب مراعاة أن تكون جميع مكوناتها من المواد الغذائية القابلة للهضم وسهلة الامتصاص ، وأن تحافظ علي الصحة الكاملة للإنسان وحمايته من الإرهاق البدني والنفسي ، وأن تساعد علي سرعة استعادة صحة المرضى وتقليل فترة نقاهتهم وعدم حدوث مضاعفات بعد شفائهم فضلاً عن مقاومة الإصابة بالأمراض وتقوية الجهاز المناعي عن طريق تكوين الأجسام المناعية المضادة ، وأن تقوي القدرة البنائية لأنسجة الجسم علي سرعة تعويض الخلايا التالفة مثل تعويض نزيف الدم وسرعة التئام الجروح والكسور والحروق والعمليات الجراحية … ومن أهم مقومات الغذاء الصحي تحقيق التوازن بين عمليات الهدم والبناء حيث يتكسر عدد من وحدات أنسجة الجسم خلال عمليات الهدم ويتم بناء عدد مساوي لها من وحدات أنسجة الجسم خلال عمليات البناء ، كما يجب أن يكون هناك توازن للماء بالجسم ومنع تجمع السوائل في الفراغات بين الخلايا وبالتالي منع حالات تورم الأنسجة أو حالات الإديما ، وأن تساعد علي سرعة نمو الجسم وزيادة معدلات حيويته ونشاطه وكذلك النمو الجسماني والعقلي في حالة الأطفال مع مراعاة المحافظة على الوزن المثالي للفرد لأن وزن الجسم يؤثر علي قدرة الفرد ومدي استمتاعه بالحياة لأن كلاً من نقص الوزن أو زيادته يؤدي إلى أمراض سوء التغذية ، ولذا ينصح بتجنب الإنقاص الشديد للوزن أو الزيادة الشديدة له ، وأن تكون خالية من السموم الميكروبية المختلفة والسموم الطبيعية التي قد تتواجد طبيعياً في بعض المواد الغذائية أو السموم التي قد تضاف له تحت مسمي المواد الحافظة وخاصة تلك المحظور استخدامها في الأغذية أو مواد ناتجة أثناء عمليات الإعداد والتصنيع والتخزين والتداول والتي قد تسب أضرار صحية للإنسان على المدى القصير أو الطويل ، وأن تخلو من ملوثات البيئة مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية والمخلفات الكيميائية والنظائر المشعة ، وألا ينجم عن تناولها الحساسية وظهور أعراض الأنتيجينات الغذائية أيا كان مصدرها وطبيعتها سواء كانت من الغذاء أو المواد المضافة .
ومجمل القول أن العودة إلى الطبيعة والبعد عن التطور والتمدن المطلق في كل شيء خاص بالمواد الغذائية بداية من زراعتها ومعاملتها وطريقة حفظها حتى الاستهلاك وكذلك البعد عن الأغذية المصنعة قدر الامكان طريقنا للعودة إلى الحياة الصحية السليمة وتجنب الأضرار الناجمة عن ذلك .

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى