Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة

حوار الدكتور/ احمد العزبى مالك صيدليات العزبى الشهيرة ورئيس غرفة صناعة الدواء.

أجرته / د. جيهان رفاعي

قصة نجاح مصرية فى عالم الدواء وصناعته، إنه النجاح الذى يجعل من صاحب كل مهنة نجماً فى سماء المجتمع.. إنه الدكتور أحمد العزبى رئيس مجلس إدارة صيدليات العزبى و مالكها..الرجل العصامى المكافح الذى يحمل فى قلبه كل الخير لملايين الناس، فاليوم تقود صيدليات العزبى سوق الدواء المصرى من خلال توفير أجود منتجات الرعاية الصحية، وذلك عبر فروع المجموعة المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية والتى يصل عددها إلى أكثر من ٣٠٠ فرع فضلا عن مخازن صيدليات العزبى ومركز رعاية الطفل التابع له، وبما أن الصيدلة مهنة خدمية لذلك يقدم الدكتور العزبى بقدر ما يستطيع الخدمات التى يحتاجها المريض بكل أشكالها وأنواعها وقد تواصلت معه العديد من صناديق الإستثمار العالمية للدخول فى شراكة إستراتيجية بهدف دعم قطاع صيدلة التجزئة فى السوق المصرى،

وقد أعلن صندوق مصر السيادى ( TSFE) من خلال صندوقه الفرعى للخدمات الصحية والصناعات الدوائية وشركة (بى إنفستمنتس) القابضة (B.Investments) إحدى الشركات الرائدة في مجال الإستثمار المباشر عن إطلاق شركة جديدة (EZ.International) بالشراكة مع صيدليات العزبى الرائدة فى تجارة الأدوية وإدارة الصيدليات لتقديم خدمات لوجستية وإدارية للمؤسسات الصيدلية وكذلك خدمات توزيع وتجارة الأدوية، وتساهم صيدلية العزبى فى الشركة الجديدة بما تمتلكه من صيدليات قائمة وخبرات فنية فى هذا المجال ويستهدف الصندوق ضخ زيادة رأس مال فى الشركة خلال الأعوام المقبلة لتقديم الخدمات لأكثر من ٥٠٠ صيدلية فى المحافظات الرئيسية بداية من سلسلة فروع صيدليات العزبى القائمة والتى تتجاوز ٣٠٠ صيدلية إلى جانب المحافظات الأكثر احتياجاً للخدمات الصحية والدوائية، كما يهدف الشركاء إلى الإستفادة من أحدث الحلول التكنولوجية لتوفير مجموعة واسعة من الخدمات الرقمية التى ستؤدى إلى تحسين كفاءة التشغيل وتحسين تجربة العملاء، والشركة الجديدة تأتى فى صلب رؤية مصر ٢٠٣٠ وأهداف النمو الاقتصادي المستدام بالاضافة الى التوسع بصناعة وتجارة الدواء المصرى إقليمياً مما ينتج عنه تطوير قطاعات إستراتيجية رئيسية مع تحقيق عوائد مالية مستدامة للأجيال القادمة.ومن هنا كان لى هذا اللقاء الهام مع الدكتور أحمد العزبى لنتعرف أكثر على هذه الشخصية الفريدة.

إلى نص الحوار :
س: كلمنى عن بداية مشوار نجاحك؟ وهل كان حلمك الالتحاق بكلية الصيدلة ام كان لك طموحات أخرى؟

ج: ولدت فى قرية بسيطة بمركز المنزلة محافظة الدقهلية، حصلت على الإبتدائية من نفس البلد، أما الإعدادية من المركز وحصلت على الثانوية العامة من بور سعيد وإنتقلت إلى القاهرة مع دخول الجامعة، عائلتى متوسطة الحال، وكان والدى يعمل بالتدريس وكان رجلاً راضياً و قانعاً و كانت ثروته الوحيدة هى أولاده، حصلت على الثانوية عام ١٩٦٦ وكان نفسى أكون طيار فقد كان حلم الشباب وقتها الإلتحاق بالجيش سواءً حربية أو طيران وقد إستهوانى وقتها دخول كلية الطيران وأن أكون عسكرياً وقد تقدمت بالفعل ولكن شاء القدر ليلة إختبار النظر أن أقوم بقراءة كتاب شدنى ولم أنم إلا بعد قراءته كاملاً مما أثر على نظرى و رسبت فى كشف النظر رغم أن نظرى ٦/٦ ولكنها أقدار لألتحق بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، وبعد التخرج من الجامعة قرأت إعلانا فى الأهرام تطلب فيه صيدلية بالفيوم دكتور صيدلي و توفر له سكناً ، وتقدمت لها وكنت أسافر الى مدينة طامية صباح كل سبت وأبقى فيها حتى عصر كل خميس، إيراد الصيدلية كان لا يزيد عن عشرة جنيهات، لكنى تركتها بعد سبعة شهور، وقد رفعت الايراد اليومى إلى خمسين جنيهاً، وكنت اصف العلاج بدقة للبسطاء الذين يأتون للإستشارة دون أن أضيف دواء لا يحتاجونه فقد إتخذت المهنة كخدمة، و بعد ذلك تلقيت عرضا من شقيقى الأكبر عادل العزبى الذى كان يعمل بالتجارة فى ليبيا للعمل هناك وسافرت لأدير صيدلية فى منطقة نائية هناك وحققت نجاح وحب من أهل البلد ثم رجعت إلى مصر فى سبتمبر ١٩٧٧، وكنت قبل عودتى بثلاث سنوات إشتريت صيدلية فى مصر الجديدة وكانت أول صيدلية أمتلكها وبعد العودة فكرت فى خدمات للنهوض بها ولم تمر سوى عدة شهور حتى كانت صيدلية متميزة مختلفة عن النمط السائد للصيدليات فى تلك المرحلة، وكنت دائم الحرص على وجود ثلاث عناصر وهى الخدمة ٢٤ ساعة فى اليوم، توافر كافة الأدوية بدون عجز بقدر المستطاع، معاملة المريض كأنه فرد من العائلة.

س: نافست صيدلية العزبى صيدلية الإسعاف فى بدايتها حيث عملت على توافر الخدمة ليل و نهار على مدار ٢٤ ساعة فقد كنت أول من ادخل الخدمة الليلية وكذلك اول من أدخل خدمة “الدليفرى” لتوصيل الأدوية ..كلمنى عن ذلك .

ج: هذه رسائل ربانية، فى البداية كانت الخدمة الليلية غير مربحة وتؤدى إلى الخسارة نظرا لأن حجم البيع قليل بالمقارنة بتكلفة الصيادلة والعاملين فى ذلك الوقت لذلك فكرت فى إلغاء الخدمة الليلية وفى ذات يوم أثناء صلاة الفجر فى جامع بجوار المنزل فوجئت بأحد الجيران يدعى لى ويقول انت تقوم بإنقاذنا اثناء الليل وهذه كانت رسالة ربانية أن هذا القرار خطأ ولابد من الرجوع فيه …أما بالنسبة “للدليفرى” كنت اول من أدخل خدمة توصيل الأدوية إلى المنازل بدأ ذلك بدراجة ثم سيارة مينى سوزوكى واخيرا “الفيسبا”.

س: ما هى العناصر الأساسية التى تتميز بها صيدليات العزبى وتحرص دائما على وجودها؟ وما هو سر نجاحها؟

ج: عناصر النجاح أن نتعامل مع المهنة على أنها مهنة خدمية وليست مهنة تجارية بمعنى دور الصيدلى فى المجتمع مثل دور الطبيب مع اختلاف المسئوليات، وأنا تعاملت مع المهنة على أنها خدمات وللمريض حق علي ولابد من خدمته وحل مشاكله مهما كان الأمر وهذا دورى أما دوره هو يقتصر على أنه مريض فقط وهذا يكفيه …وكنت حريص على تقديم الخدمات مع الأمانة الشديدة مع المريض فلا يمكن استبدال الدواء بصنف اخر أعلى فى السعر لغرض المكسب هذا مستحيل بالنسبة لى ولكن أعطيه على قدر إحتياجه بالضبط وهذا فى حالة إذا طلب منى استشارة طبية … أى الخدمة مع الأمانة هى أساس وعناصر النجاح.

س: ما هى أهم العقبات والصعاب التى قابلتك فى حياتك؟ وكيف تغلبت عليها ؟

ج: لا توجد مهنة أو عمل جاد بدون عقبات ولكن الأهم هو وجود الصبر ومحاولة حل هذه العقبات بدون توتر، وقد بدأت من أول مشوارى بفكر جديد مثل فكرة إنشاء مجموعة صيدليات ولكن القانون لا يسمح الا بعدد ٢ صيدلية وحدثت مشاكل مع الجهات الرقابية وقد كان هذا فكر جديد حاولت إدخاله إلى المجتمع وكان لابد من إقناع المسئولين بتقبله وكانت هذه هى العقبة الرئيسية والحمد لله الناس بدأوا يقتنعوا أن التجربة مفيدة للمجتمع وفى صالح المريض والحمد لله تم حل المشكلة الآن فلا يجب أن ننظر إلى الصعاب على أنها عقبة فى الطريق ولكن علينا أن نتعامل معها بطريقة سلسة لأن الحياة تتميز بفاعلية مستمرة ولا تتوقف.

س: حدثنا عن حال الدواء فى مصر واين تقف مصر من هذه الصناعة؟ وما هى المشاكل التى يعانى منها قطاع الدواء كتصنيع وتوزيع وتسعير؟
ج: مصر من أوائل الدول فى صناعة الدواء فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وكان أول مصنع للدواء فى مصر عام ١٩٣٩، وقبل ذلك كان لدى مصر دستور أدوية خاص بها وهو الدستور المصرى لصناعة الأدوية، مصر كانت متقدمة جداً فى مجال الصيدلة وقد أنشأت كلية الطب والصيدلة فى منتصف القرن ١٩ فى عهد محمد على باشا عام ١٨٢٧، وكانت كلية الصيدلة عبارة عن مدرسة لم تتحول إلى كلية بعد، اى مصر لها تاريخ كبير عن سائر بلاد العالم ولديها الكوادر المتقدمة جدا فى هذا المجال فى قطاع الدواء فهى أول دولة فى أفريقيا والشرق الأوسط وربما آسيا فى صناعة الدواء، وكانت الصناعة مزدهرة ومتطورة حتى الستينات، أما فى السبعينات بدأت تعانى قليلاً وبدأ العالم كله يتبنى فكرة فصل قطاع الصيدلة عن قطاع الصحة بحيث كل قطاع يكون له مسئول خاص به، وكانت الصيدلة تتبع وزارة الصحة فى مصر حتى قرابة أربع سنوات ماضية وتم الفصل عام ٢٠٢٠، وأصبح هناك هيئة مستقلة لقطاع الدواء مسئول عنها صيدلى يعى مشاكل القطاع وقادر على حلها وهنا حدث اختلاف كبير وأصبح التسعير متوازن والتسجيل أسرع كثيرا وأصبح هناك كوادر واعية تقوم بدورها على أكمل وجه، وأصبحت المشاكل بسيطة.. مثلا فى تجربة الكورونا استطاعت المصانع وهيئة الدواء خلال شهر أن تغير السوق بحيث يتبع الإحتياجات الراهنة فى توفير الأدوية الخاصة بفيروس كورونا خلال ٤٥ يوم فقط أى إستطاع خلال هذه المدة أن يتواءم بسرعة مع الوضع الجديد.

س:ما رأيك فيما يتردد من البعض بالتشكيك فى لقاحات كورونا وعدم جدواها، نريد رد على هؤلاء و لمحة بسيطة عن فاعلية اللقاح وهل هناك فروق بين الأنواع المختلفة؟

ج: طبعا اللقاحات ذات فاعلية عالية مثلها مثل أى لقاح تم تصنيعه قبل ذلك فمثلا لقاح الجدرى ذو فاعلية عالية وكذلك الإنفلونزا الموسمية وشلل الاطفال كلها لقاحات أثبتت فاعليتها ولا يوجد لقاح لا يعطى فاعلية، والتشكك جاء من ظهور اللقاح إلى النور فى وقت قصير وسبب ذلك لوجود ما يسمى بالترخيص الطارئ لأن اتحاد الطوارىء اليوم لا يسير بالمعدل الطبيعى فى هذه الحالة فقد كان من المفروض لأى دواء جديد أن يأخذ فترة حتى يتم إجازته وهذه الفترة تتراوح ما بين ٧:٣ سنين ولكن نتيجة لحالة الطوارئ أدى إلى السرعة فى الخطوات فقد كان أمامنا اختيارين أما أن نسرع ويكون هناك نسبة مخاطرة أو الإختيار الثانى وهو تأخر ظهور اللقاح إلى النور وعدم إنقاذ الملايين وبالتالى تفشى المرض .. وأنواع اللقاح الثلاثة تعطى نفس النتيجة ولكن الإختلاف فقط فى الأعراض وهذا حسب طبيعة المنتج من شركة إلى شركة أخرى وكذلك طبيعة جسم الشخص نفسه فقد تختلف الأعراض من شخص إلى آخر وليس هناك مقياس أو نظرية فى ذلك وما يقال عن أن الأعراض تختلف حسب مقاومة الجسم ليس له أى اساس من الصحة والموضوع مجرد حظ وليس له مقياس لأنه يمكن أن يتعاطى اللقاح شخصان لهما نفس المواصفات الصحية و متشابهان فى كل شىء ونجد أحدهما تحدث له مضاعفات شديدة والآخر لا تحدث له أية مضاعفات إطلاقا ولم نجد لذلك تفسير.

س: ما هو سبب إفلاس صيدليات ١٩٠١١؟

ج: هناك نسبة كبيرة من الصيدليات تعثرت وليس صيدليات ١٩٠١١ فقط، وسبب التعثر الرئيسى هو التوسع السريع الغير مدروس فقد ينحصر تفكير صاحب الصيدليات فى محاولة أن يكون لديه خلال سنتين ٣٠٠ فرع وهذا صعب ويحتاج إلى تمويل وعمالة مدربة وهذا تسرع شديد وحماس شباب غير مدروس وبالفعل تم اغلاق جميع هذه الصيدليات.

س: هل قامت صيدليات “كير ” بشراء مجموعة صيدليات ١٩٠١١؟

ج:قامت شركة “كير “بالتعاقد ثم سحبت التعاقد مرة أخرى لأنهم لم يستطيعوا سداد ديونها لأن حجم الديون على صيدليات ١٩٠١١ كبير جدا للشركات والبنوك لا يستطيعون تحمله.

س: هل كنت تفكر فى ضم صيدليات ١٩٠١١ لمجموعة العزبى؟
ج: لم أفكر فى ذلك وقد عرض على قبل ذلك صيدليات “رشدى” ولكنى رفضت لكبر حجم المديونية ، نعم ربما لها فوائد ولكن لابد أن تتلاءم الفوائد مع الربحية ، لكن ما الفائدة إن كانت المديونية هنا تستنفذ الربح وأكثر.

س: كيف نتغلب على مشكلة مصانع بير السلم والأدوية المهربة و المغشوشة ؟

ج: أن الهيئة المصرية للدواء مكلفة بالرقابة على تهريب وإستيراد الأدوية ويجب تشديد الرقابة على الموانى وعدم إتاحة المواد الفعالة فى يد الغير وتشديد الرقابة على صيدليات القرى والتى يديرها أشخاص غير مؤهلين وتنشيط دور مباحث التموين فى الكشف عن مصانع بير السلم، كما أن تطبيق الباركود هو الحل الأمثل للقضاء على غش الأدوية والهدف منه هو تتبع رحلة علبة الدواء من بداية تصنيعها وصولا إلى الصيدلية …وهذه الظاهرة قلت الآن عن السابق نتيجة توفر الدواء بكميات كبيرة فليس هناك حاجة للغش فمثلا من أربع سنوات كنا نجد عشرة منتجات مغشوشة كل شهر أما الآن فنجد كل عدة شهور منتجاً واحداً فقط أى أصبح غش الأدوية عملية نادرة ولا يوجد ما يسبب الإنزعاج.

س: هل هناك مصانع للمواد الخام فى مصر ذات كفاءة ؟

ج: صناعة المواد الخام صناعة مستقلة عن الدواء، وكانت المواد الخام تنتج فى أمريكا واليابان وأوروبا والآن ومع قوانين البيئة بدأوا يتخلصون من هذه الصناعة لأنها تسبب أعلى نسب تلوث للبيئة بالمقارنة بباقي الصناعات، فقامت الصين والهند بأخذ هذه الصناعة وأصبح العالم كله الآن يعتمد على الصين والهند كمصانع للمواد الخام ولكن لكى نقوم بمنافستهم نحتاج إلى خطة طويلة الأمد ولازم نتحمل خسائر لفترة طويلة لكى ننجح فى عملية التسويق التى قد تصل إلى خمس سنوات حتى نستطيع تغطية التكلفة، وهناك دراسات تم القيام بها ولكنها إلى الآن لم تخرج إلى النور، وقد كان لدينا فى الستينات فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر صناعات خامات دوائية مثل مصنع “نصر” للخامات الدوائية فى بلبيس ومصنع خاص آخر فى قنا وللأسف المصنعان تعثرا وكان المصنعان بخبرة روسية والتعثر جاء نتيجة التراخى فى قطاع الأعمال ولكى تعود هذه الصناعة نحتاج إلى الصبر والتحمل ولكن هناك من يدرس ولكنه لم يبدأ إلى الآن وهذا لا يعيب مصر اطلاقاً فالعالم كله يعتمد على الصين والهند فى هذا الشأن.

س: لدينا الخبرة وعدد من الباحثين وأساتذة كلية الصيدلة ..لماذا لا نبتكر الأدوية بدلاً من تقليدها؟

ج: يمكن ذلك ولكن المناخ البحثى فى مصر ليس على ما يرام بالإضافة إلى ذلك لابد أن يكون هناك دعم من الدولة أو دعم من القطاع الخاص لو كان قوى.

س: لماذا تتعرض البلاد فى فترة من الفترات إلى نقص معين فى الأدوية؟

ج: لم يعد هذا الكلام موجود الآن بصفة كبيرة عن السابق، فمثلا تم اخبارى من عدة أيام أن هناك أصناف غير موجودة فلم يزيد هذا التأخير عن عشرة أيام الا وتم توفير هذه الأدوية، اى يمكن أن يحدث نقص فى بعض الأدوية لمدة من ١٠:٧ أيام فقط وليست فترات طويلة كما أن هناك ميزة أخرى الآن عن ذى قبل وهى أن هناك بديل لأى دواء يحدث له نقص فى السوق بنفس التركيب والكفاءة.

س: هناك تشكك من بعض الناس فى وجود شركات تقلل المادة الفعالة فى الدواء المصرى ما رأى حضرتك… وهل أدوية التأمين الصحي بنفس فاعلية الدواء العادى؟

ج: مستحيل ..لا يمكن لأى شركة أن تقلل من المادة الفعالة وأدوية التأمين الصحي هى نفسها أدوية الصيدليات بنفس الكفاءة والمادة الفعالة والاختلاف فقط فى شكل العلبة والتغليف.

س: هل الدواء المصرى بنفس جودة وفاعلية الدواء المستورد؟

ج: الدواء المحلى بنفس جوده وفاعلية الدواء المستورد بالضبط وما يجعل الناس تبحث عن المستورد مجرد حالة نفسية فقط وقد قلت هذه الظاهرة الآن فلا يوجد خلل فى الدواء المصرى لأن طريقة تصنيع الدواء فى كل دول العالم واحدة والرقابة واحدة والمادة الخام واحدة والفاعلية واحدة وعلى الشعب المصرى أن يثق فى الأدوية المصنعة فى مصر لأننا تصدرها لأكثر من ٧٥ دولة على مستوى العالم فكيف لكل هذه الدول التى نصدر لها أن تقبل دواء يقل فى الجودة والفاعلية عن مثيل له فى اى دولة من دول العالم، واكبر دليل أن اخواتنا العرب عندما يأتون إلى مصر فى اجازتهم السنوية يشترون الأدوية المصرية المحلية بكميات تكفيهم لسنة قادمة ويتم اخذها معهم إلى بلدهم، ولا أنكر أن قبل هيئة الدواء كان هناك بعض الخلل فى الرقابة ولكن الآن كل شىء أصبح على ما يرام.

س: هناك أرقام فلكية فى أسعار الدواء تصل إلى آلاف الجنيهات، ما سبب ارتفاع هذه الأدوية عن غيرها ؟

ج: للأسف كل الأدوية الحديثة أصبحت ذات اسعار فلكية لأن اختراع دواء جديد يكلف مليارات والشركة تريد أن تعوض ذلك فى خلال سنتين او ثلاثة، وهنا يكون الحل فى التأمين الصحي الشامل أو نقوم بعمل صندوق خاص للأدوية المتخصصة مرتفعة الأسعار مثل أدوية السرطان على أن يدار الصندوق بطريقة سهلة بحيث يصل المريض إلى احتياجه بطريقة ميسرة بعيدا عن المعوقات الحكومية لأن المريض لا يستطيع الانتظار، وبصراحة شديدة هذه الأدوية فوق تحمل الطبقات الغنية فما بالك بالطبقات الفقيرة فهناك أدوية يمكن أن تصل إلى مائة ألف جنيه فى الشهر ولا يستطيع أحد أن يتحمل ذلك.

س: ما حقيقة أن ٢٠ ٪ من الأدوية تسيطر عليها عيادات خاصة مثل أدوية الأورام و هرمونات تخصيب الأجنة المرتفعة الأسعار والمكملات الغذائية؟

ج: هناك نسبة ولكن لا تصل إلى ٢٠٪ ، لأن مراكز علاج الأورام توفر بعض الأدوية لديها فى المركز لحاجة المرضى وكذلك عيادات تخصيب الأجنة ولكن لا تصل نسبة هذه الأدوية إلى٢٠٪.

س: هل تطالب بمنح الصيادلة الضبطية القضائية لضبط المخالفات فى العيادات ومصانع بير السلم؟

ج: لا افضل ذلك فى المهنة بل افضل أن يكون كل فرد فى إختصاصه والصيدلى عليه التوعية لأن عمر العصا ما تربى بنسبة ١٠٠٪ ولكن نحتاج ذلك فى حالة الخطأ الفادح أما الأخطاء العادية لا نحتاج إلى ذلك.

س: برأيك ما خطورة تزايد أعداد المقبولين بكليات الصيدلة كل عام ؟

ج:لابد من تقليل الأعداد لأن سوق العمل مكدس ويمكن أن لا يجد الصيدلى فرصة عمل متاحة نتيجة أن متوسط عدد الخريجين سنوياً كان حوالى ١٠٠٠ صيدلى فى العام أما الآن وصل إلى ١٥ ألف صيدلى كل عام اى أكثر بكثير من إحتياج السوق .

س: كان روف العزبى صالونا لكل التيارات السياسية والإعلامية ..كلمنى عن ذلك.

ج: منحنى الله عز وجل وله ألف حمد وشكر قدرة تلقائية على التواصل مع الآخرين دون تمييز دينى أو تصنيف عقائدى وكنت وثيق الصلة بشخصيات متنوعة متناقضة أتعامل معهم بنفس الود وبنفس درجة التفاهم، كان الصالون يجمع بشرا من الشرق إلى الغرب ومن مهنتى وخارجها، الصداقة عندى ليست وجها للمصلحة وانما حالة من الراحة النفسية، اتقبل كل الاتجاهات وكل التيارات ويسهل لى التعامل معهم، جمع الصالون كبار شخصيات المجتمع فى الفن والسياسة والأدب والشعر والوزراء وكبار رجال الدين وكنا نجتمع نتناقش و نتحاور ولا نختلف ابدا .

س: ما هى أهم المقولات التى تؤمن بها فى حياتك؟

ج: حب لأخيك كما تحب لنفسك.
_ خير الناس اعذرهم للناس.
_ من يتوكل على الله فهو حسبه.

س: هل الميزانية المخصصة لاستيراد الدواء فى مصر تكفى لسد حاجة المرضى؟

ج: مشكلة العملة كانت غير متوقعة فهناك ثلاث عناصر أثروا علينا وهى فترة فيروس كورونا ثم حرب روسيا وأوكرانيا وتواكب معها خدمة ديون مستحقة حوالى ١٢ مليار دولار مستحقين بالإضافة إلى عشرة مليار دولار Hot money المتوفرة لشراء السندات ذات العائد الكبير، والسندات كانت مصدر دائم ولكن فجأة انسحبت بعد ما رفعت امريكا الفائدة للدولار وهذا ما سبب الهزة، والدول العربية تضخ أموال ويمكن أن يساعد ذلك فى ظبط الميزانية.

س: ما النصيحة والرسالة التى توجهها إلى الصيادلة فى بداية طريقهم للنجاح؟

ج: الصيدلى أمامه مجالات متعددة يمكن أن يعمل بها سواء فى صناعة الدواء أو الدعاية الطبية، الأبحاث، المعامل، أو فى صيدلية، اى أمامه مجال واسع للاختيار وقد قمنا بعمل كتاب عن مجالات عمل الصيدلى من خلال أكاديمية التدريب الخاصة بنا، كما ان سر نجاح اى صيدلى هو أن يراعى الله فى عمله قبل كل شىء ويطور من نفسه علميا ويطور من قدراته ليصبح صيدلى متميز وناجح ويطور مهاراته الشخصية ويهتم بذكائه الإجتماعى مع الآخرين ويعمل على تقبل التغيرات التى تحدث من حوله ويدرس جميع المجالات المتعلقة بالصيدلة قبل أن يأخذ القرار …أستشير وأستخير الله دوما

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى