Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أحدث الأخبار

هنيئا هنية.. هنيئا أبا العبد….. فزت ورب الكعبة.

عادل القليعي يكتب
ليس من عادتي أن اشخصن قضايانا واختزلها فى شخوص بعينها ، لكن عندما تكون هذه الشخوص رموزا وأيقونات ووقود يشحذ همم الرجال ويحرك الجبال الرواسي ، فحقيق علينا أن نكتب لا مادحين لأحد ولا متملقين لأحد ، وإنما لاتخاذ من صور تضحيات هؤلاء النشامى ، هؤلاء الرجال الذين صدقوا الوعد الذي وعدوه لله تعالى محافظين على ميثاقه وعهده الذي وثقوه بدمائهم ودماء ذويهم لله تعالى ، فقالوها مدوية هزت عروش الطغاة ، لن يثنينا غشمكم ، لن يوقفنا حقدكم وكرهكم ، لن توقفنا ألتكم الفتاكة عن مواصلة المسير ، فليس ثم خيار آخر أمامنا النصر أو النصر ، نعم الجميع يقول النصر أو الشهادة ، نعم فالشهادة نصر مبين ، لكننا دعاة حياة ونحب الحياة ، لكن أن نحيا كراما وإلا فالموت أكرم وأشرف ، نعم قالها الرجال ، شاخصين بأبصارهم إلى السماء ، لاهجة ألسنتهم ، مؤمنة قلوبهم صابرة محتسبة ، خذ من دمائنا حتى ترضى ، تقبل منا أرواحنا وأطفالنا وشبابنا ونسائنا حتى خدجنا الذين هم فى مهودهم قدمانهم قربات وتقربا إليك ، في سبيل نصرة قضيتنا العادلة ، أراضينا المحتلة ، فقد مضى وولى زمن الإحتلال ، هل يعقل ونحن في منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين ، هل يعقل أن يكون ثم احتلال ، أخذ ما للغير بقوة البطش والسلاح والحجة الواهية التي يدعم أركانها العتاة والمجرمين الذين استحلوا دماء الأبرياء من الغرب الأوروبي والأمريكان والمطبعين من بني جلدتنا وأقولها ويعتصرني ألم شديد ، هل يعقل ونحن أمة واحدة وربنا واحد وقبلتنا واحدة ، لكن صلاتنا ليست واحدة للأسف ، فصلاة الأحرار حق ، أما صلاة العبيد فباطلة ، صلاة الراقصين على أشلاء الأطفال باطلة مردودة على أصحابها لا حاجة لله فيها، لا حاجة لسجود ولا ركوع أصحابها ، فهي صلاة المنافقين.
قسمة ضيزي وباطلة هي التي يدعو أصحابها إلى العيش في سلام ، من منا يكره السلام وينبذ الحروب ، لكن عن أي سلام تتحدثون ، سلام الكيل بمكيالين ، هذا ليس سلاما وإنما هو استسلام ، اتركوا الأرض لأصحابها وبعدها تعالوا نتحدث عن السلام وإلا فسيكون ذلك بمثابة مضيعة للوقت وتثبيط للهمم ، وإن كنا نرى ثباتا وصمودا أسطوريا لا يشوبه فتور أو قنوط من رحمة الله تعالى ، وإنما نرى رجال ظاهرون على الحق لا يضرهم من خذلهم ، أعدوا عدتهم جيدا ، عدتهم المادية وشحذوا هممهم الروحية وشحنوها ببطاريات نورانية إيمانية ، كلما فترت أو كادت عاودوا شحنها بشحنات نورانية يقينية وهبها لهم الله الملك الحق ، الذي اصطفاهم لحمل هذه الأمانة ولولا أنهم على قدرها ما كان الله كلفهم بها ، فالله أعلم حيث يجعل رسالته وأمانته والرسالة هنا ليس مقصود بها النبوة وإنما الرسالة هنا المحافظة على بيضة الدين فلكل عصر رجالاته أولئك الذين اختارهم الله للدفاع والنفاح عن العقيدة ، فما بالنا من الحفاظ على الأرض ، على أرض الله ، أرض الرباط مسرى الأنبياء ، أرض بارك الله فيها وبارك على من حولها.
نعم أيها الصهاينة والمتصهينيين إذا أردتم العيش في سلام فسلموا الأراضي لأصحابها وأخرجوا الأسرى من سجونكم وبيضوها ، وإلا ستخرجون منها أذلة وأنتم صاغرون ، وستخرجون منها بعز عزيز أو بذل ذليل.
ليس غريبا على من ذبح أطفالنا فى بحر البقر وقتلهم بدم جبان بارد ، ليس غريبا على من ذبح الشباب فى المخيمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز فى صبرا وشاتيلا وقانا ودير البلح والشيخ رضوان وخان يونس وصلاح الدين ، ليس غريبا على من قيد الرجال وجردهم من ملابسهم وأعدمهم ونبش قبورهم واستباح حرمة جثثهم وأخذوا أعضائهم ، ليس غريبا على من دهس أسرانا فى سبعة وستين ، دهسهم أحياء بمجنزراته ، ليس غريبا على من قتل أولاد وائل الدحدوح واستهدفوه وقتلوا سامر أبو دقة وغيرهما ، وقتلوا روح الروح ، ليس غريبا على من قتل الشيخ القعيد شيخ المجاهدين ، أحمد ياسين وتلميذه الرنتيسي وابن محمود الزهار ، ليس غريبا على كل من فعل هذه الشناعات أن يستهدفوا أبناء رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ، ظنا منهم أن أولاده واستشهادهم سيكسر الرجل وسيفت من عضد وعزائم الرجال ، لا يا حفدة القردة والخنازير ، فأبناء الرجل مثلهم كمثل باقي أبناء الشعب الفلسطيني.
رأينا الرجل رابط الجأش مطمئن القلب ثابتا مرابطا ، وجدناه يتلقى خبر استشهاد أبنائه وبعض أحفاده قائلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مسلما الأمر كله لله محتسبا متوكلا عليه سبحانه تعالى متبرأ من حوله وقوته إلى حوله وقوته تعالى ، ما زرفت عيناه دمعة واحدة، حتى وإن زرفت عيناه بالدموع فهي دموع الرحمة أو حتى دموع الفرحة لاصطفاء هؤلاء عن دونهم ، لكننا لم نرى دموعا ، واستمر فى زيارته للجرحى والمرضى.
فهنيئا لك يا أبا العبد على هذا الثبات الذي تحطمت معه وأمامه ما حيك حولك من أباطيل وأكاذيب ، فها هم أولادك فى المخيم يستشهدون لا هم في مصر ولا فى أي بلد آخر ، بلد ماتوا فى بلدهم مرابطين شأنهم شأن أصغر طفل فلسطيني.
وما هي إلا شعور معدودة ويأتي على المجاهد الدور وفي ليلة استعدت السماء إلى لقاء الأحبة ولقاء الوالد بأبنائه وأحفاده وإخوته ورفقاء دربه فى الكفاح ، وفي هجمة غادرة دبرها بليل من شيمهم الغدر بتواطأ من تواطأ وتخاذل من تخاذل ، لبى هنية نداء ربه مستشهداً في سبيله قائلا إذا مات سيد يأتي سيد لكن أمتنا لا ولن تموت ، هكذا يكون موت الرجال ، موت المناضلين المدافعين عن قضيتنا العادلة.
نقول لهؤلاء الخونة المرتزقة الذين يروجون الشائعات قفوا عند منتهاكم ، فالرجل نصفه الله تعالى لكن سلعة الله غالية ، التجارة مع الله ثمنها الجنة.
نعم نصفه الله تعالى واصطفاه بالشهادة ،
متحققا بحق اليقين متيقنا بعين اليقين مزدانا بعلم اليقين ، جوامع الحديث والكلم، ومن أصدق من الله حديثا،(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
نعم ظن هؤلاء الغدرة أن ما فعلوه سيشكل ورقة ضغط على المكتب السياسي لحماس ، وأن ذلك سيثنيهم عن تحقيق شروطهم التي أملوها على الصهاينة ، واهمها وقف الحرب نهائيا وفك الحصار عن غزة ، والانسحاب الكامل من فلسطين وغزة وتبيض السجون الإسرائيلية من المعتقلين والمعتقلات.
ظنوا ظن السوء بالرجال ولم يفهمونهم جيدا ، لا هو ولا رجاله سواء فى الداخل أو فى الخارج ، فهؤلاء رجال وهبوا أنفسهم وذراريهم لله تعالى ، رجال يحرصون على الموت والشهادة كما يحرصون هم على الحياة ، متحققين قوله تعالى ، (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان)، فإذا كنتم حريصين على حياتكم فاخرجوا منها أذلة وأنتم صاغرون.
هنيئا هنية ، هنيئا أيها البطل الشهيد.
أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى