بأنامل “ألكساندرا داداريو مصر” على جدران أكاديمية الفنون
معرض بعنوان : (الإبتكار كأداه للحس في ظل مدرسة الآرت نوفو)


بقلم/ وليد جنيدي (مدير موقع وجريدة اللواء العربي)
وتبقى الإسكندرية طرح بحور الإبداع المتعطر بذرات اليود المتوسطي، وتبقى من دلالات إغداق الخالق الأعظم مبدع هذا الكون على شمال إفريقيا بهذه المدينة الساحرة، التي تجود منذ أزمنة بعيدة، طربياً وتشكيلياً وتمثيلياً، بنوابغ بشرية تستنشق إبداعاً ناصع الملامح والرؤى، بالغ القدرة على الإنتشار في الأجواء المتطهرة من دنس التجارة الفكرية البائسة لدى مدعي الإبداع واللهو بالعقول، يمتلك مبدعوها تلك التوأمة العجيبة بين الفن والثقافة، فهم لا يلتحفون الفطرة الإبداعية فقط، بل هم في المعظم مثقفون، وليس كل مبدع مثقف، وهم أيضاً في المعظم أصحاب مشاريع إبداعية، فلابد للفنان السكندري من مظلة أشمل يضيف بها إلى عالمه الخاص حماية أوسع، ستجده صاحب رسالة ما .. يمتلك مشواراً تنظيرياً ورحلة ذات رسائل يبثها من خلال أعماله، إنه لا يكتفي بإمتاعك، بل يطمح دائماً لبنائك، ولا ينتظر إنبهارك بقدر ما يستمتع بوصول بريده إليك،

كبري ستانلي بريشة دكتورة رانيا عصمت
د. (رانيا عصمت) الفنانة التشكيلية والأستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، المتخصصة في رسوم النشر والكتاب والعلاج بالفن وصاحبة ثلاثة عشر بحث في مجال الفن التشكيلي والتي إشتهرت بين طلابها بشبهها الكبير للنجمة الهوليودية ألكساندرا داداريو فاتنة السينما الشهيرة،

د. رانيا عصمت
إستضفتها منذ سنوات عديدة في ندوة بحرم إحدى القنوات الفضائية الشهيرة، أشعت فكراً ونضجاً كمحاربة من زمن المخلصين، أسلحتها الفرشاة واللون، كم ناضلت من أجل الأجيال القادمة بأبحاثها الفنية ورسائلها العلمية في مجال تنمية الطفل بالفن، كم أنفقت من محبتها بسخاء، خاصة لمصلحة ذوي الإحتياجات الخاصة من الأطفال، تحمل بين ضلوعها قلباً ينبض من أجل الآخرين ويضخ إبداعاً نقياً في أوردة الأروقة الثقافية ، زرت آخر معابدها متعطشاً لتعويذة فنية تنقذني من السموم التي أتجرعها طوال الوقت، من فن هابط، وتجارة فاسدة، يروج لها نخاسو الفكر المتنطعون والمدعون، أشرقت لوحاتها على جدران أكاديمية الفنون بالجيزة، وسألتها في شوق : (ماذا لديك لي يادكتورة من أدوات الإنعاش ؟) فحدثتني عن فكرة أحدث معارضها والذي فككت فيه رسومات أحد عظماء فن الرسم التعبيري للطفل وهو الفنان (ألفونسو موتشا) لتغوص بآفاق حديثي العمر إلى أبعد مما ذهب إليه الفنان الأصلي بلوحاته ،

ألفونسو موتشا
فكانت الوجهة والهدف أن يتخيل الطفل كيف بنيت وتشكلت خطوط اللوحة من الخلفية إلى المقدمة، فرسمت الدكتورة (رانيا) لكل لوحة مكوناتها المنفردة لكي يراها الطفل كعناصر منفصلة ثم تتجمع أمام عينيه مشهداً كاملاً في لوحة أخرى أخيرة أزهى لونياً أيضاً من لوحات (موتشا) أملاً في لفت نظر أعين الأطفال وإدراكاً لرغباتهم في الرؤية ،


إبتسمت لأنني دوماً ما اتوقع منها الجديد، فلابد لها من بصمة في كل معرض،
وقضينا وقتاً بين لوحات المعرض الملهمة، والتي أثارت فضولي كثيراً وتأملتها بإهتمام لأستمتع بإضافات دكتورة رانيا عليها، صانعة الفرق بين الماضي والحاضر .










ثم إنتقلنا سوياً إلى جناح آخر حيث فاجأتني بمبدعة أخرى كان لها مشاركات إبداعية منفصلة في قطاع آخر من القاعة، وعندما سألتها عن سر نلك التجميعة، وجدت أن المبدعة الزميلة هي إحدى تلميذاتها السابقات والتي وجدت دكتورة رانيا فيها ملامح النبوغ فمنحتها صداقتها، مما يظهر مدى العطاء الذى تكنه الدكتورة رانيا لمهنتها ومدى الإخلاص والوفاء لدى تلاميذها الذين يفضلون صحبتها حتى بعد نيلهم شهادة الدكتوراة إنها الفنانة التشكيلية الدكتورة (بسنت إبراهيم) التي بدت في سعادة بالغة، ليس فقط لأنه يوم عرض لوحاتها ، بل لأنها تقف إلى جوار أستاذتها جنباً إلى جنب مما أشعرها بالكثير من الأمان والحب والفخر .
بعض لوحات جناح الدكتورة بسنت إبراهيم




وكعنوان للمعرض إختارت دكتورة (رانيا) إسماً هو :
(الإبتكار كأداه للحس في ظل مدرسة الآرت نوفو)
وقد أنشيء المعرض بتاريخ : 12/10/2025 الموافق يوم الأحد بقاعة (دكتور مختار عبد الجواد) للفنون التشكيلية بالمبنى المركزي بأكاديمية الفنون بالجيزة .
والجدير بالذكر أن المعرض قد تشرف بحضور كل من : مهندس خالد غز، ومهندس سامح الشورى، والأستاذة ريهام عصمت، والأستاذة رشا عصمت، والدكتور أحمد صفوت نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، والموسيقار منير الوسيمي النقيب الأسبق لنقابة الموسيقيين، ورجل الأعمال حسام حسن (أمين حزبي) ، والإعلامي أحمد أسامة، والأستاذ حسين عبد المبدئ رئيس الخطوط بوزارة الأوقاف، والأستاذ دكتور حسن أبو النجا أستاذ قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، والأستاذ وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة، والفنانة رانيا السطوحي والفنانة اللبنانية باسكال مسعود، والأستاذة نورا والأستاذة شيرين والأستاذة نسرين أحمد منصور الأساتذة بأكاديمية الفنون، إلى جانب نخبة من طلاب ورواد الأكاديمية،













كما قام بافتتاح المعرض الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون والدكتور علاء حسب الله





وعندما خفتت أضواء القاعة وهم الرواد بالرحيل كانت الإبتسامات تملأ وجوههم وضحكاتهم القلبية تعبر تعبيراً واضحاً عن دور الفرشاة في صناعة السعادة وفي قاموس رانيا عصمت : (الفرشتة تصنع المستقبل).






