الطريق نحو إتفاق الممكن وليس المأمول

بقلم د.أحمد السيد النجار
بالصمود الأسطوري للمقاومة، وتحمل الشعب ما لا تحتمله الجبال، وتضامن القوى الحية في العالم، وتفكك الكتلة الغربية الصلبة المؤيدة للكيان المجرم، واختلال تماسكه الاجتماعي الداخلي، وانهيار سرديته عن حقوقه الزائفة في الأرض وعن “ديموقراطيته” التي تجلت فاشية وإجرامية في حرب الإبادة.. بكل ذلك انفتح الطريق لاتفاق “الممكن” وليس المأمول. المقاومة والشعب الفلسطيني من أجل إيقاف حرب الإبادة بعد خذلان عربي ودولي رهيب، والكيان من أجل إيقاف انهيار صورته وعلاقاته الدولية وجبهته الداخلية وانهاك جيشه، وترامب من أجل الفوز بنوبل رغم تلوث يديه بدماء أهل غزة، وتحرشه الإجرامي بفنزويلا. اجتمعت الأسباب ليولد الاتفاق في مصر التي كان موقفها هو الأفضل بين كل الدول العربية البائسة أيا كانت الملاحظات عليه. وأيا كانت ملابسات الاتفاق، فإن ما بعده ليس كما كان قبله إذا استمر التنفيذ، وأوهام انتصار الكيان ستبددها فضيحته كقوة فاشية وإجرامية خسرت صورتها العالمية وسرديتها الزائفة عن طبيعة الصراع. ويبقى موقف الدول العربية حاسما في تحديد نتائج الحرب وطبيعة الاتفاق، حيث يمكنها أن تجعل تلك النتائج بائسة بالنسبة للكيان إذا لم تستسلم لرغباته في الهيمنة والتطبيع الاستسلامي، وإذا قامت بدور حاكم في إعادة إعمار غزة وتأسيس الصندوق العربي لإعمار وإنماء فلسطين الذي تبناه المؤتمر القومي العربي وطرحه على الدول العربية، وإذا أصرت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة. أما لو استسلمت لطغيان الولايات المتحدة وتابعها المجرم واندفعت في طريق ذلك التطبيع الاستسلامي، فإنها ستمنحه نصرا مجانيا على حساب دماء وتضحيات ومصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة التي أخرجت القضية الفلسطينية من أنفاق النسيان لتصبح في قلب الاهتمام العالمي، وفضحت زيف سرديته عن الصراع، وقدمت بالأرواح والدماء سردية مقابلة تنتصر للحقائق وليس للأساطير المزيفة.






