مقالات
أخر الأخبار

“التيك توكر”.. يتصهين أيها السادة

بقلم د. جمال الشاعر

نحن في غفلة تامة .. نائمون في العسل .. كل شعوب العالم العربي والإسلامي .. سوف تلعب إسرائيل بهم و برؤوسهم الكرة .. وسوف تحاول استقطابنا جميعا بأكبر عملية غسيل مخ في زمن التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي .. مؤخراً جلس “نتنياهو” بمنتهى الغرور والغطرسة يتحدث عن أسلحة دمار حداثية جديدة .. خلاف الأسلحة التقليدية التي استخدمها في إبادة الشعب الفلسطيني .. كان الحاضرون أمامه عددا كبيرا من البلوجرز والتيك توكرز واليوتيوبرز .. و لفيف من رجال الأعمال الأمريكيين الصهاينة .. وتبادلوا التهاني بأن
.. منصة التيك توك سوف تصبح إسرائيلية بامتياز .. كيف؟! .. مؤسس شركة “أوراكل ” الملياردير الصهيونى لاري إليسون و معه روبرت مردوخ أخطبوط الإعلام الدولي و ممول جيش الدفاع الإسرائيلي هو و سابقه .. استوليا علي تلك المنصة العالمية وذلك بموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس ترامب في سبتمبر 2025 .
‎ وسوف تلعب شركة أوراكل دورًا مهمًا في الصفقة، حيث تتولى الإشراف على أمن التطبيق وخدمات الحوسبة السحابية.
‎و سوف تعمل على جعل تيك توك “أمريكي الإدارة بالكامل” لضمان سيطرة أمريكية على بيانات التطبيق ومحتواه وخوارزمياته ، بينما ستحتفظ
‎شركة بايت دانس الصينية، المالكة لتيك توك، بدور هامشي غير محدد في عمليات تيك توك التجارية في الولايات المتحدة وفقًا للمصادر الاخبارية
.. معروف لنا جميعا أن إسرائيل كانت قد انزعجت كثيرا من نشر موقع نيويورك بوست في الشهر الماضي دراسة تؤكد أن أكثر من 60% من”جيل زد ” في الولايات المتحدة يعبّرون عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية و حركة ” حماس ” ضد إسرائيل .. فقرر الصهاينة التحرك بسرعة ووضع استراتيجية شريرة للتلاعب بعقول البشرية من خلال السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها.. سبق لها أن نجحت في إقناع إيلون ماسك بقيام شركات الأمن السيبراني في إسرائيل بالإشراف على أمن البيانات في منصة ” إكس” .. يعني عندها كل المعلومات في المتداولة في العالم .. والوصفة لديها جاهزة و معروفة .. و لكننا لا نقرأ .. للأسف الشديد
.. هربرت شيللر في كتابه الشهير ” المتلاعبون بالعقول ” يكشف لنا
عن خمس أساطير للتضليل الإعلامي والوعي المعلب و تفتيت الأدمغة .. وصولا إلى تعفن العقول ..
أولا .. أسطورة الحرية الفردية والاختيار الشخصي وإيهام المتصفحين بأنهم أحرار فيما يتابعون بينما يتم توجيههم لاشعوريا إلي اعتناق فلسفة الحياة الرأسمالية
واللهاث وراء المادية المتوحشة
ثانيا .. أسطورة الحياد و أن كل مايتم هو مسئولية الخوارزميات ولا أحد يتدخل فيها .. يعني تصدير وهم المصداقية
ثالثا .. أسطورة الطبيعة الإنسانية تحب المتعة والتسلية والترفيه وهي ثابتة لا تتغير .. نفس الأجواء والأفكار والمشاعر تصاحب البشر في كل وقت وحين
رابعا .. غياب الصراع الاجتماعي .. و تدريب العقول على قبول افلام العنف مثلا علي اعتبار أنها اشياء معتادة عليك ان تتجاهلها او تتسامح مع بعض افكارها
خامسا .. وهم التعددية الإعلامية .. والإغراق بأجواء الترفيه والإلهاء .. ثم إن الاحتكار سوف يهندس دماغك فلا تقلق
.. إذن المخطط الجهنمي يسير بنجاح منقطع النظير .. و في المقابل سكوتنا وعدم تحركنا نحن العرب سوف يجعلنا كمن يبيع رأسه تماما لأعدائه .. الحل هو .. إطلاق منصات عربية ذات نطاقات عالمية واسعة .. و تأسيس بنية علمية صناعية تكنولوجية في بلادنا .. بناء العقول أهم كثيرا من بناء ناطحات السحاب.. ولننتبه أيها السادة لكل تيك توكر يتصهين

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى