بقلم / وليد جنيدي
فقدت القبة الامريكية أحد أتقى أنبيائها الجدد ، أمين فاعل واعد ، يعيش بين القطيع في وداعة حمل ، بارع في إخفاء أنيابه حين الإبتسام ، واعظ بدرجة إبليس وملاك بريء من كل طهر ، بعث في أجيال الشباب برسالة بروتوكولات صهيون يحقنها في جغرافيا الزيف والتزوير الإلكتروني وتطبيقاته المدمرة ، ما تم صرفه على هذا الشاب هي مبالغ تكفي لميزانية دولة ، ليكون شريان الشيطان الخفي المحمل بكريات الشر البيضاء لعقول حديثي السن ,, متسللاً في ثوب الرافض للعنف المستمتع بالنقاش ، الراعي للرأي الآخر والقابل للإختلافات ، مخفياً حقيقة منصبه كمهندس إنشاء خندق إستقطاب عقول الشباب من خلال تطبيقات “تيكتوك” و”يوتيوب” و”سبوتي فاي” ، إنه (تشارلي كيرك) .. أحد كائنات البيت الأبيض الأليفة .. صديق السلطان ومدير أعمال نجله ، وأحد خدام القصر المخلصين.
ولد تشارلي كيرك عام 1993 في إحدى الضواحي على أطراف شيكاغو لوالد يعمل كمهندس معماري ووالدة مستشارة نفسية .
تردد إسم الطالب كيرك كناشط طلابي عام 2011 حين جمع بعض الطلاب وقاموا باحتجاج على ارتفاع أسعار بعض الأطعمة في مطعم مدرستهم، ومن بعدها بدأ بالظهور والتواجد الإعلامي في عدد من البرامج التلفزيونية الأمريكية الهامة وكتابة المقالات السياسية الكاريزماتيكية ،، فزادت شهرته وتدحرجت سجادته الحمراء ، معلنة نجماً جديداً في عالم الخفاء المعلن .
ثم قام تشارلي بتأسيس شركته ومنظمته الطلابية “Turning Point USA” التي توسع نفوذها فيما يزيد على ثمانمئة جامعة بالولايات المتحدة ، ثم قام بإنشاء منصة إلكترونية ليبث من خلالها برنامجه الإعلامي على هيئة بودكاست تحت إسم “The Charlie Kirk Show”.
ثم أسس لحملته السياسية وشركته الجديدة ذات العمل السياسي “Turning Point Action”، بالإضافة إلى منظمة في شكل كيان ديني بعنوان “TPUSA Faith” وكانت للحشد السياسي من خلال الكنائس
ومن خلال النشاطات السابقة وصل الفتى لصداقة نجل ترامب ، مما جعله ضيفاً دائماً في المحافل السياسية داخل البيت الأبيض بما فيها التغييرات الوزارية إلى أن إستطاع أن يكون أحد أذرعة الجمهوريين وبوق ترامب الصداح وأبرز مؤيديه والشريك الإستراتيجي في حشد الشباب خاصة طلاب الجامعات المفتتنين بتشارلي حتى النخاع ، فهو عرابهم ومثلهم الاعلى .
وبالأمس بتاريخ العاشر من سبتمبر للعام 2025 وفي خطاب عام بملتقى طلابي ، أصيب تشارلي كيرك بطلق ناري بالعنق أثناء كلمته في فعالية طلابية، الأربعاء، بجامعة “يوتا فالي” بولاية يوتا الأمريكية.
وكتب ترامب على حسابه في “تروث سوشيال” ناعياً كيرك : “ لم يفهم أحد قلب شباب الولايات المتحدة الأمريكية أفضل من تشارلي.. لقد كان محبوباً ومثار إعجاب من الجميع وخاصة أنا… تعازينا أنا وميلانيا تذهب إلى زوجته الجميلة إيريكا وعائلته. تشارلي … نحن نحبك
