دكتورة سحر حسن المختصة في علم الجينات الوراثية … المعادلة التي لا تتكرر
جائزة المسؤولية المجتمعية والأعمال التطوعية – دكتورة سحر نموذجًا

بقلم / محمود خالد عبدالله
في السادس عشر من أغسطس 2025، اجتمع الحضور في قاعة فندق راديسون – لبنان، حيث أُقيم حفل تكريم استثنائي لتكريم الرموز الفاعلة في مجال المسؤولية المجتمعية والأعمال التطوعية من قبل مؤسسات البورد الاوربي بريطانيا ممثله بحضور رئيس البورد الدكتور عقيل العزاري وكان وجه السودان وإفريقيا وتركيا حاضراً في إمرأة واحدة: الدكتورة سحر حسن.
لم تكن مشاركتها حضوراً عابراً، بل علامة فارقة، إذ لفتت أنظار الجميع بكلمة ألقتها على شرف الاحتفاء تمثل فيها المرأة الافريقية كرئيس للمجلس الريادي الرقمي للمرأة الافريقية و كمستشار دولي للبورد الأوربي ، كلمة الدكتورة سحر اختزلت عمق تجربتها وهدوءها وثباتها. جاءت قوية الأثر، حافلة بالمعنى، حتى أن الحضور أجمع على منحها لقب “الدكتورة القيادية”، لما أظهرته من رصانة فكرية وكاريزما نادرة.

دكتورة سحر لم تصل إلى هذا المقام بالمصادفة؛ فهي شخصية وطنية عصامية من الطراز الأول، تحدّت الظروف وقهرت المستحيل، وحملت رسالة التعليم والتطوع كقضية شخصية ومجتمعية في آنٍ واحد.
لم تكن شهاداتها في علم الجينات الوراثية و علم البيوتكنلوجي و علم البيوانفورمتكس ودراستها التي تعدت حدود العلوم التطبيقية إلى دراسة إدارة المنظمات بجنيف ، لم تكن ألقاباً تُعلَّق، بل محطات من نور. نالت درجات علمية رفيعة ومناصب دولية مرموقة، لم تُفتح لها بالمحاباة، بل بالجهد الخالص والعقل المتقد والكلمة التي لا تخطئ بوصلتها.
هي التجسيد الحي للمرأة العصرية المتوازنة: قمة في العلم والعملية، ودفء الأمومة والأنوثة، تدير المجالس بحزم القائدات وهدوء العارفات. تنصت للعلماء كما تنصت لأحلام أبناء وطنها ، وتكتب فصول النجاح على جدار الزمن بخط يدٍ لا يرتجف.
تكريمها في لبنان لم يكن فقط اعترافًا بجهودها، بل تكريمًا للمرأة السودانية والإفريقية ، التي تجتمع في ملامحها وسيرتها. فهي تمثل الصوت الذي يثبت أن المرأة ليست متلقية للتاريخ، بل صانعة له، وأن المسؤولية ليست شعاراً، بل حياة كاملة تعاش.
إنها دكتورة سحر… المعادلة التي لا تتكرر، وسنابل دهشة وحقول خرافة، وعقل إذا مشت به إمرأة، أعاد تعريف العظمة بلغة أنثى.
ومع هذا التكريم، نبعث لها الأمنيات بمزيد من النجاحات، فهي خير ممثل للمرأة السودانية في المحافل الدولية، ونموذج يُحتذى به في كل مكان.