من أرشيف الربيع

بقلم المخرج/ د. وائل الرومي
مجرد فكرة .. شمس الصباح تنهض معي .. أو أنهض معها … كل منا إعتاد الآخر واستأنس، ومن شرفة مكتبي .. ومع أول رشفة قهوة ..وجدتني ..أغوص بمخيلتي .. وأستعرض آلاف الصور والذكريات .. أحداث مضت من عمري .. وخلال غربتي القسرية .. سقط الكثير والكثير ممن عرفت وعايشت .. دون إرادة مني .. ولكن أحدهم أبى إلا أن يحفر في ذاكرتي علامة تبقيه فيها أبداً . ذلك المخرج الشاب الذي كان عشرينياً وقتها (صالح جمال الدين) ،

صالح هو شاب مهجر .. مثله كمثل الكثيرين الذين أقاموا في مكتبي أثناء فترة الربيع العربي والثورة السورية ،، كانوا مهمة أعانني الله عليها بشق النفس والحال .. جائني طالباً للعمل .. وأسررت في نفسي : (لن يضيرني فرد آخر) .. ولكنني وبعد أيام قليلة .. وبمجرد دخوله معي موقع تصوير .. ذهلت مما رأيته منه .. هذا الشاب كتلة نشاط وحيوية .. حاضر الذهن .. عبقري .. رغم أنني قد عانيت ماعانيت من ثوريته الشابة ونضوج أفكاره التي يصرح عنها بجراءة وتجرد يحسد عليه .. وهذا مالم يعجب الكثيرين من مرتزقة الثورة وقتها .. ماذا لو عاد صالح وأمثاله من شباب الوطن اللذين أثروا وأثروا الحياة الثقافية والفكرية في البلدان التي عاشوا فيها … فهذا المخرج الشاب قد حفر بصماته في كل أوروبا .. حيث حصد الجوائز .. واقتحم جميع مجالات الثقافة والإعلام .. ومثل وطنه في كل المحافل الدولية .. وهذه دعوة مني له ، ولشبابنا المبدعين : ( عودوا ) …… عد ياصالح .. فربما قد حان وقت العودة .. بالكاد أسمع النداءات المنهكة من تلك الأم الثكلى ,, أمكم تلوذ ببقايا أوردتها المبعثرة بالخارج .. تنادي على أشلائها لربما تكتمل القطع .. عد يا صالح لترسم لوحات لم تخطر بخيال دافنشي .. وتنحت تماثيلاً لم ينتجها أنجلو .. وتبدع السيمفونية العاشرة ..