السيف والناقة

بقلم السفير عماد الجنابي
الى النواب والوزراء وأصحاب المناصب
في زمنٍ تتداخل فيه الشعارات مع المصالح، وتُختبر فيه النوايا أمام مغريات السلطة، تذكروا مقولة تختزل جوهر الأمانة والشرعية في تولي المسؤولية:
“أنا جئتكم بالسيف والناقة، فإذا خرجت بغيرها فلا أنا ولا أنتم”
ليست هذه الكلمات مجرد تعبير بلاغي، بل هي ميثاق شرف لكل من يتقدم إلى موقع القيادة، سواء كان وزيرا او نائبًا، أو مسؤولًا عامًا.
فـ”السيف” هنا يرمز إلى الحق والعدل والحزم، و”الناقة” ترمز إلى الزهد والبساطة والوفاء.
ومن دخل المنصب بهذه القيم، ثم خرج منه مثقلًا بالثروات غير المشروعة، فقد خان الأمانة، وخلع عن نفسه شرعية البدايات.
إن المنصب العام ليس غنيمة تُقتنص، بل هو تكليفٌ ثقيل، ومحاسبةٌ دقيقة أمام الله، ثم أمام التاريخ والشعوب.
وما أكثر من دخلوا المناصب بوعود الإصلاح، ثم خرجوا منها وقد بدّلوا جلدهم، وتحوّلوا إلى رموز للفساد والنهب.
فالتقييم الأخلاقي في الشرف والاستقامة ان تخرج من المنصب بنفس المباديء وبسيف الحق وناقة الزهد الذي دخلت به فهو النموذج المثالي.
اما النموذج الفاسد يدخل بشعارات شعبية او دينية ثم يخرج بثروات وسرقات يتركها لمن خلفه ليلعنونه بعد موته.
وخير شاهد على ذلك مقولة سيدنا الامام علي عليه السلام وكرم الله وجهه :
“والله ما دخلتُ هذا الأمر إلا أن أقيم حقًا أو أدفع باطلًا، فإن لم أستطع فليكن خروجي منه أكرم لي من بقائي فيه.”
إن دخلت بالسيف والناقة، فاخرج بهما.
وإن خرجت بغيرهما، فقد خنت الأمانة، وخسرت نفسك والناس.
والله من وراء القصد