أحدث الأخبارمقالات

في حضرة التراث السوداني… “الظل الباقي” يضيء في القاهرة

كتبت د. بلسم القارح – السودان
في لحظة تتقاطع فيها الحرب مع الأمل، ويقف التراث بين ركام النزاع وحنين الأجيال، نظّم مكتب “طوارئ القاهرة” التابع للهيئة العامة للآثار والمتاحف، ورشة بعنوان “الظل الباقي: لحماية التراث السوداني في زمن الحرب”، يوم 10 يوليو 2025، داخل أروقة أكاديمية غانغ للتدريب والاستشارات.
ورشة لم تكن فقط فعالية ثقافية… بل كانت مساحة دافئة جمعت أبناء الوطن في الغربة، حول مائدة من حب السودان وذاكرته.
تفاصيل الورشة… حيث تأخر الزمن ولكن لم يتأخر الوجدان
رغم حرارة الجو وبعد المسافة وظروف البعض، تأخرت انطلاقة الورشة ساعتين، إلا أن قلة الحضور لم تكن إلا فرصة. فرصة لميلاد جلسة حميمية، تحوّلت فيها الورشة إلى مائدة مستديرة سودانية الروح، عائلية الطابع، تناثرت فيها الأفكار بصدق وهدوء.
كان النقاش أشبه بـ “عُرس تراثي مصغّر”، جمع أصحاب الرأي والرؤية في لحظة وطنية خالصة.
محاور الورشة… حين يصير التراث سلاح بقاء

  • كيف نُبقي على ما تبقى؟
  • ما دورنا في حفظ ذاكرة بلادنا؟
  • ماذا نعني حين نقول: “التراث لا يموت”؟
    أسئلة حملتها الورشة بكل عُمقها، ودار حولها النقاش. تطرّق المتحدثون إلى أهمية حماية التراث المادي واللامادي، وكيف يشكّل الهوية الجمعية للأجيال.
    كما تم التركيز على دور الشباب والمجتمع المحلي في صون هذا الظل الذي نحمله جميعًا، وأهمية النظر إلى التراث باعتباره ركنًا نفسيًا ومعنويًا في التعافي من آثار النزاعات.
    فعاليات الورشة… من الفكرة إلى الفعل
    قدّم مختصون من كوادر الهيئة العامة للآثار والمتاحف جلسات تفاعلية واقعية. المشاركون لم يكونوا مجرد حضور، بل شركاء في التعلّم والحلول، من خلال ورش تطبيقية لرسم سيناريوهات إنقاذ للمواقع الأثرية.
    اعتمدت الورشة على العصف الذهني كأسلوب أساسي، ما أطلق شرارة أفكار قابلة للتحقق على أرض الواقع.
    توصيات.. من القلب إلى الوطن
    خرجت الورشة بجملة من التوصيات العملية، أهمها:
  • ضرورة إعداد خطة طوارئ وطنية لحماية التراث في الأزمات.
  • تدريب الكوادر السودانية على التوثيق الرقمي والحماية السريعة.
  • تمكين المجتمع والشباب من خلال مبادرات ومشاريع تطوعية.
  • تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل صون الموروث الثقافي.
    كلمة محبة من الأكاديمية
    قدّمت أكاديمية غانغ كلمة شكر للمُنظّمين، مشيدة بروح الورشة، واعتبرت المبادرة وقفة نبيلة تعزز الأمل وتعيد ترتيب الأولويات الثقافية.
    وأكدت الأكاديمية أن هذه اللحظات القليلة تركت أثرًا كبيرًا، وبأنهم أكثر استعدادًا الآن للمضيّ قدمًا معًا في مسيرة حفظ الهوية.
    الخاتمة… حين نحمي ذاكرتنا، نحمي أنفسنا
    الورشة لم تكن مجرّد لقاء، بل تجربة عاطفية وثقافية وإنسانية، أعادت إلى الطاولة سؤالًا واحدًا:
    من نحن دون تراثنا؟
    ومن يحكي حكايتنا إن لم نفعل نحن؟
    “الظل الباقي” ليس فقط عنوان ورشة… بل عهد أخلاقي نُجدّده كل يوم في وجه ما يحاول أن يُمحى.
اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى