كتب : وليد جنيدي
أكفر بكل من هو متموهب أو مصطنع للإختلاف ، ويعبر جداري فقط المبدعون الحقيقيون ، يسلبون إنتباهي بكل يسر ، خاصة الإناث ، يصل تقديري إلى أعلى مستوياته ، حيث أسعد كثيراً من كونهن شامخات بين أروقة مجتمعنا الذكوري ، قضاياهن الجادة ، خوضهن النقاشات والمناظرات بهيبة وعزيمة ووعي ، وحديثي في هذا المقام عن قائدة تميزت بين نظيراتها بشبه إكتمال مواهبها ، رست فى العديد من شواطئ المعرفة ، حتى كرمتها المنظمات والهيئات ونالت العديد من أوسمة التقدير والشرف في شتى المحافل ..
إنها السيدة الرائعة : الدكتورة (سحر حسن) أخصائية الجينات و الأمراض الوراثية ورئيس المجلس الريادي الرقمي للمرأة الافريقية ومؤسس نادي سحر لرائدات الأعمال
حين إلتقيتها للمرة الأولى كان لقاؤنا بالقاهرة أثناء تدشينها لإحدى مبادراتها ، كنت يومها بصحبة الفنان محيي إسماعيل في دعوة عشاء ، ذهبت إليه متأخراً بعض الشىء فكان مستاءً ، وربما كان حضورها للحديث معه والتقاط الصور التذكارية كسراً لحالة ركودنا ، خاصة بلهجتها السودانية الخالصة التي لم تختلط بأية مفردات أخرى ، تجاذبنا اطراف الحديث الأنيق وكان يومها الأخير بالقاهرة ، أبرمنا عهداً بالعمل المشترك ، كانت باكورته قصتها القصيرة ( القفص الزجاجي ) تلك القصة التي هي يوم مستقطع من حياة طفل يعاني من التوحد ، أحاسيسه ، إنفعالاته ، معاناته وآلامه في نوم أو يقظة ، في صمت أو ضجيج ، قصة إنسانية مزجت فيها مشاعرها وملكاتها الأدبية بمجالات دراستها لكي تصف إحساسه في عمق ودقة ، وضعتني في مأزق شديد حينما طلبت مني صياغتها وإخراجها في شكل فيلم روائي قصير ، فالعمل رغم بساطته وقلة أحداثه إلا أنه يتطلب الكثير من الجهد ، مضاعفة كل أدوات التأثير، فوصف تلك الحالات في منتهى الصعوبة ، شتات يصعب التعبير عنه بنفس شعور صاحب الحالة ، ولا زال العمل جارياً على تحويل القفص الزجاجي (لقفص سينمائي) ،
