
كتب الأستاذ الدكتور/على بحبو
أصبح الوعى الغذائى العالمى أكثر تطورا وخاصة فى الدول المتقدمة، حيث يتم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث على كل ما يرتبط بالأغذية لمعرفة مدى سلامتها من خلال مراقبة دقيقة ومراكز أبحاث ومختبرات متقدمة للحفاظ على صحة الانسان وسلامته … وتعتبر الأكياس البلاستيكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ تستخدم على نطاق واسع في التعبئة والتغليف وحمل المشتريات … والبلاستيك عبارة عن مادة يتم صنعها من خلال عمليات متعددة تبدأ من النفط أو الغاز الطبيعي والفحم كمادة أولية، وهي من مصادر الطاقة غير المتجددة، مما يعني أن تصنيع أكياس البلاستيك يؤدي إلى استهلاك هذه الطاقة، بالإضافة إلى أن طُرق تصنيعها يسبب تلوثًا في البيئة خاصة أنها لا تتحلل، وجزء ضئيل من هذه الكمية يُعاد تدويره، وعادة ما يتم تصنيعها من مادة البولي إيثيلين التي تم اكتشافها من خلال تجربة كيميائية عن طريق الخطأ في سنة 1933، وقد بدأ تصنيع أكياس البلاستيك في السويد سنة 1965، ومنذ ذلك الوقت تم استبدال الأكياس القماشية والورقية بالأكياس البلاستيكية … ويُعد استخدام الأكياس البلاستيكية سلاحًا ذو حدين، حيث تلعب دورًا مهمًا في العمر التخزيني السهل للعديد من الأطعمة، ولكن بشرط استخدامها بشكل صحيح وأهم أنواع البلاستيك المستخدمة للتخزين والتغليف هي البولي ايثيلين تيريفثالات PET التي تستخدم في صناعة علب الماء والمشروبات والكاتشب، وهو مقاوم للغازات والأطعمة الحمضية … وفي مصر فان المطاعم المنتشرة فى المدن أو القرى ينتشر استخدامها في حفظ وتداول الأغذية فور خروجها من الأوانى التى تطهى فيها مثل الفول المدمس والخبز والكشري وغيرها، مما يعطى الفرصة لتفاعل البلاستيك مع الطعام … أما في الدول المتقدمة فقد تم منع استخدم الأكياس البلاستيك فى حفظ وتداول الأطعمة المختلفة سواء باردة أو حارة أومطبوخة، حيث تستبدل بالأكياس الورقية للحفاظ على صحة الإنسان والحفاظ على البيئة، لأن النفايات الورقية أقل تأثيرا على البيئة … وتتعدد مخاطر الأكياس البلاستيك، حيث تمثل مخلفاتها عبئًا كبيرًا على البيئة لأنها غير قابلة للتحلل، لذلك يتم التخلص منها بالحرق، مما ينتج عنه تصاعد مركبات كيميائية على هيئة سحابة سوداء تؤدي إلى تلوث الهواء وتؤثر على صحة الجهاز التنفسي، ويؤدي حفظ الأطعمة في الأكياس البلاستيك خصوصًا إذا كانت ساخنة إلى الاصابة بالتسمم الغذائي وتغيرات واضطرابات هرمونية وزيادة فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية، أما الأكياس البلاستيك الملقاة على الأرض وتحت أشعة الشمس فهي تشكل مصدر لتكاثر الجراثيم وتجمع المياه وانبعاث غازات ضارة جدًا على صحة الإنسان مما يسبب التلوث البيئي، كما أن دخول العديد من المواد العضوية مثل البولي فينيل كلوريد (PVC) في صناعة الأكياس البلاستيك يزيد من فرص الإجهاض وخفض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم، وأيضا التعرض للمواد الكيميائية الضارة أثناء التصنيع، أو ترشحها في المواد الغذائية المخزنة أثناء استخدام هذه العبوات قد يعود بنتائج صحية ضارة شديدة مثل رفع خطر الإصابة ببعض السرطانات والعيوب الخلقية وإضعاف الجهاز المناعي واضطراب الغدد الصماء وإفراز بعض هرمونات الجسم وتأثيرات سلبية على الإنجاب … وللحد من مخاطر الأكياس البلاستيكية يجب استخدام الأكياس الورقية والقماشية بدلًا من البلاستيك غير القابل للتحلل وعدم وضع الأطعمة الساخنة في أكياس بلاستيك، وتجنب استخدام أكياس وأكواب وملاعق وأطباق بلاستيك في الحياة اليومية لخطورتها على صحة الإنسان، واستخدام العلب المصنوعة من المعادن أو الزجاج لتخزين المواد الغذائية بدلًا من العلب والأكياس البلاستيك … أما عن الأكياس البلاستيك السوداء المنتشرة في تغليف الطعام الساخن فإنه يضر بالصحة بشكل خطير، لأن المواد الكيميائية الموجودة في الأكياس البلاستيك سوف تتفاعل مع الطعام مما يؤدي إلى التلوث وزيادة الإصابة بالسرطان والأمراض الخبيثة الأخرى، كما تعمل الحرارة على إذابة السموم في البلاستيك وتخلطها بالطعام وتذيب كمية كبيرة من البلاستيك وتختلط بدم الإنسان وتتسبب في العديد من الأمراض مثل مرض الزهايمر والعجز الجنسي وانخفاض الخصوبة وعدم انتظام ضربات القلب والسكري وأمراض الكبد والرئتين … وفي مصر هناك مشروع قانون جديد ينظم عملية حظر استخدام الأكياس البلاستيك للحد من الأضرار الناتجة عن استخدامه سواء للإنسان أو للبيئة، وقد أطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل بديلا عن الأكياس البلاستيك العادية، وهذه الأكياس الجديدة مصنوعة من البلاستيك صديق البيئة والذي يستغرق تحللها حوالي 18 شهراً عكس الأكياس العادية التي تستغرق من 30 إلي 50 سنة للتحلل. ومجمل القول أنه يجب التفكير في التحديات البيئية التي يثيرها استخدام البلاستيك والسعي نحو تبني ممارسات استدامة وتعزيز ثقافة إعادة التدوير والحد من الاستهلاك الزائد وتبني البدائل الصديقة للبيئة، كما يجب التحقق من ملائمة مادة التعبئة والتغليف للأطعمة المعبأة سواء كان دهني أو حمضي، وعدم تعبئة الأطعمة في الأكياس البلاستيك وهي ساخنة مثل الخبز والفول المدمس والكشري، كما يجب ألا تستخدم الأكياس الملونة غير الشفافة في تعبئة الأطعمة والخبز وملامسة الأطعمة مباشرة، وإستخدام الأكياس الشفافة المخصصة للغذاء (Food grade)، والتي تعتبر من أكثر أنواع مواد التعبئة والتغليف استخداما لحفظ الأغذية بشكل عام ومنتجات المخابز بوجه خاص، كما يجب تخزينها بعيدا عن الرطوبة وأشعة الشمس ومصادر التلوث والروائح غير المرغوبة.