مقالات

التمر … غذاء ودواء وشفاء

كتب الأستاذ الدكتور / علي بحبو
التمر هو ثمرة أشجار نخيل التمر، وهو من أقدم وأكثر أنواع الفاكهة انتشاراً في الشرق الأوسط، وهي فاكهة صيفية تنتشر في الوطن العربي، ويتغذى عليها كثير من الناس حول العالم، وتتكون الثمرة الناضجة من نواة صلبة محاطة بغلاف ورقي يسمى القِطْمِير يفصل النواة عن الجزء اللحمي الذي يؤكل، وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية العالية، حيث تعتبر غذاء صحي مركز طبيعي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان … فالتمور غنية بالألياف الغذائية سواء الذائبة في الماء مثل البكتين او الغير ذائبة في الماء مثل السليلوز واللجنين، وكلاهما له دور حيوي فعال في تقليل خطر الإصابة بالإمساك لاحتوائه على ألياف سليلوزية وله دور فعال في تعزيز حركة الأمعاء وحماية الجهاز الهضمي، ويُنصح بإضافته للنظام الغذائي باعتدال وبكميّات مُحدّدة وفي حدود 3-5 حبات في اليوم لزيادة كمية الألياف المتناولة وتقليل الوزن، ونظرا لتغير العادات الغذائية هذه الأيام نتيجة لإعتماد معظم المستهلكين على تناول العصائر بدلا من الفاكهة وكذلك اللجؤ إلى الوجبات السريعة الخالية من الألياف فان الحصة اليومية من هذه الألياف غير كافية مما أدى إلى الكثير من الأمراض، وبذلك فان التمور لها أهمية إضافية في الحصول على كميات معقولة من هذه الألياف الغذائية، ومن الجدير بالذكر أن الحصة اليومية من الألياف الغذائية تبلغ 19-25 جرام يوميا للأطفال حتى 8 سنوات، والذكور من 9-18 سنة 31-38 جرام يوميا، وتقل الكمية للإناث في هذا العمر الى 26 جرام، أما الرجال من 19-50 سنة 38 جرام يوميا والنساء في نفس العمر تقل الى 25 جرام يوميا، أما الرجال اكبر من 51 سنة 31 جرام يوميا والنساء في نفس العمر تقل الى 21 جرام يوميا … وتحتوي التمور على مجموعة من مضادّات الأكسدة مثل الفلافونيدات وحمض الفينوليك التي تساعد على تقليل الجذور الحرة الناتجة عن العادات الغذائية السيئة والتلوث البيئي، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السرطان ونقص المناعة … وهي غنية بالمواد السكرية حيث تزيد نسبة السكريات على 70-78%، وهي سكريات أحادية بسيطة يمتصّها الجسم بسرعة وتنتقل للدم مباشرة ثم الأنسجة والخلايا في الدماغ والعضلات فتمنحها القوة والحرارة، وهي مدرة للبول ونافعة للكليتين والكبد، ويجب الاعتدال من تناول التمر لمرضى السكري حتى لا ترتفع نسبة السكر في الدم بشكل مفرط … وهي غنية أيضا بالأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والماغنسيوم والزنك والنحاس والمنجنيز والحديد والكبريت، حيث يوفر 100 جرام من حبات التمر يوميًا الإنسان بكامل احتياجاته اليومية من الماغنسيوم والمنجنيز والفسفور والنحاس والكبريت ونصف احتياجاته من الكالسيوم والبوتاسيوم، وهذه الاملاح لها دور فعال في معادلة حموضة المعدة، لأن وجود الأملاح القلوية تعدل حموضة الدم الناتجة من تناول النشويات كالخبز والأرز، وهذه تسبب كثير من الأمراض الوراثية مثل حصيات الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم وتقليل هشاشة العظام كما أنها تزيد من حيوية الدماغ والنشاط الجنسي … كما تحتوي التمور على بعض الفيتامينات مثل فيتامين أ الذي يساعد على النمو والوقاية من مرض العشى الليلي ويساعد الجلد والأغشية الناعمة الرطبة التي تبطن الأنف والحلق على أن تظل سليمة، فيتامين ب الذي يحافظ على سلامة الجهاز العصبي وتقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء والوقاية من توتر الأعصاب وانسداد الشهية والمحافظة على سلامة اللسان والشفتين والجفون والوقاية من مرض البلاجرا … وأيضا تحتوي التمور على مركبات تنشط الجهاز المناعي والقدرة على الاتحاد بالمواد الغريبة بالجسم والتعرف على مخلفات الخلايا المدمرة بالجسم نتيجة تعرضها للأشعة مثل أشعة الحاسب الآلي أو أشعة اكس الطبية أو أشعة التليفون الجوال أو الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة المنبعثة من الرحلات الجوية ويحتويها ويدمرها … كما يعتبر التمر ذو قيمة غذائية عظيمة وهو مقوٍ للعضلات والأعصاب ومؤخر لمظاهر الشيخوخة، وأيضا يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، كما أنَّ استهلاك التمر في الأسابيع الأخيرة من الحمل مفيد جدا … ويعتبر التمر سهل الهضم وسريع التأثير في تنشيط الجسم وإدرار البول وتنظيف الكبد ويغسل الكلى ويعالج فقر الدم، ومنقوعهُ يفيد ضد السعال والتهاب القصبات والبلغم، كما أن تناول الرطب يساعد على خروج الجنين وتقليل النزف بعد الولادة … وتختلف مكونات التمور باختلاف الأصناف والظروف البيئية المحيطة بالأشجار وطبيعة الثمرة سواء كانت رطبة أو نصف جافة أو جافة، ويمكن تناول التمر طازجاً أو مُجففاً، إذ يحتوي التمر الطازج على تراكيز أعلى من الفيتامينات مقارنةً بالتمر المجفف الذي يفقد جزءاً من الفيتامينات أثناء عملية التجفيف، وتمتلك الرطب لوناً بنيّاً بشكلٍ جزئي أو كامل وتحتوي على كمية كبيرة من السكروز كما تتميّز بنسيجها الطريّ والعُصاري، حيث يتراوح محتواها من الرطوبة ما بين 30-35% وهي قابلة التلف، أمَّا التمور فيتدرّج لونها من العنبريّ إلى البنيّ الداكن وقد يميل إلى اللون الأسود، ويقلّ محتواها من الرطوبة نتيجة عملية التجفيف (10-25%) ويتراوح ملمسها بين الطري إلى الصلب، وتتميّز التمور بامكانية الحفاظ عليها فترة طويلة دون تعرّضها للتلف … ويعد التمر من الفواكه المجفّفة التي يمكن إضافتها للأنظمة الغذائية لزيادة الوزن، كما تعد نواة التمر غنيّةً بالعديد من العناصر الغذائيّة المفيدة للصحة كالألياف والمعادن، ويعتبر أكل التمر للصائم في رمضان ُالخيار الأفضل لكسر الصيام، لأنه يوفر السكر الطبيعي اللازم لتزويد الجسم بالطاقة والمعادن والألياف … ويمكن تناول التمر بمفرده بين الوجبات كوجبة خفيفة قبل الغداء أو العشاء … ونظرا لأهمية التمر الغذائية والصحية فقد تم إجراء العديد من الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراة تحت إشرافنا في تدعيم بعض المنتجات بنواتج التمر المختلفة (عجينة التمر، عسل التمر، نواة التمر) حيث تم تحضير واستخدام هذه النواتج المختلفة من التمر السيوي، وأيضا تم إستخدام مسحوق التمر في تدعيم وتحضير بعض منتجات الألبان الحيوية لزيادة القيمة الغذائية، حيث اعطت نتائج مبهرة في زيادة البكتريا النافعة والقضاء على البكتريا المرضية في الأمعاء وكانت النتائج جيدة صحيا وتكنولوجيا.

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى