Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الامتنان اليومي: سر تحقيق السعادة والسلام الداخلي

بقلم: م. هبة هندى
مدربة توازن نفسي ورحلات روحانية وتطوير الذات

في عالمنا السريع والمليء بالتحديات، يبدو من الصعب أحيانًا أن نجد لحظات للهدوء والتفكير الإيجابي. ومع ذلك، هناك عادة بسيطة يمكن أن تغير نظرتنا إلى الحياة وتمنحنا شعورًا عميقًا بالسعادة والسلام الداخلي: وهي الامتنان اليومي. من خلال الاعتراف بالنعم التي تحيط بنا حتى في أصغر تفاصيلها، نستطيع تحويل يومنا ومواجهة الصعاب بطاقة إيجابية وثقة أكبر بأنفسنا.

1- تعريف الامتنان وأبعاده
الامتنان هو شعور داخلي ينبع من تقديرنا للأشياء الجيدة في حياتنا، سواء كانت تلك الأمور كبيرة كالعلاقات الأسرية والصحية أو صغيرة كابتسامة عابرة أو لحظة من السكينة. ويمكن تقسيم الامتنان إلى عدة أبعاد:

  • الامتنان الشخصي : تقدير الذات والاعتراف بالإنجازات الفردية والنجاحات التي نحققها في حياتنا.
  • الامتنان الاجتماعي: التعبير عن شكرنا للأشخاص الذين يساهمون في تحسين يومنا أو دعمنا في أوقات الحاجة.
  • الامتنان البيئي : تقديرنا للطبيعة والبيئة المحيطة بنا، سواء كان ذلك من خلال جمال الطبيعة أو الشعور بالارتباط مع الكون من حولنا.
    2- تأثير الامتنان على الصحة النفسية والجسدية
    أظهرت العديد من الدراسات أن لممارسة الامتنان فوائد صحية متعددة، منها:
  • تحسين المزاج : يساعد الامتنان على تحفيز إنتاج هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين، مما يؤدي إلى تقليل مستويات التوتر والقلق.
  • تعزيز الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يمارسون الامتنان بانتظام يظهرون مقاومة أكبر للأمراض، فقد يساهم التفكير الإيجابي في تحسين وظائف الجسم الطبيعية.
  • تقوية العلاقات الاجتماعية: التعبير عن الامتنان للآخرين يقوي الروابط الاجتماعية ويعزز من شعورنا بالدعم والتآزر داخل المجتمع.
  • تحفيز النمو الشخصي: يشجع الامتنان الفرد على النظر إلى التحديات كفرص للتعلم والنمو، مما يزيد من مرونته النفسية وقدرته على مواجهة المواقف الصعبة.
    3- كيف يمكن لممارسة الامتنان أن تغير نظرتنا للحياة؟
    أ. تحويل التركيز من الغير ايجابيات إلى الإيجابيات
    في حياتنا اليومية، كثيرًا ما نركز على ما نفتقر إليه أو نراه سلبيًا. لكن عند ممارسة الامتنان، نتعلم أن نوجه انتباهنا نحو ما نمتلكه بالفعل. هذا التحول في التركيز يساعدنا على رؤية الجوانب الجميلة في حياتنا، مهما كانت صغيرة، مما يساهم في خلق مشاعر إيجابية تدوم طويلاً.
    ب. تعزيز الشعور بالمسؤولية والتمكين
    عندما نشعر بالامتنان، ندرك أن الكثير مما نملكه ليس من قبيل الصدفة بل نتيجة جهودنا ودعم من حولنا. هذا الشعور يعزز من إحساسنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا والآخرين، كما يساهم في بناء شخصية أكثر قوة وقدرة على التحمل.
    ج. خلق دائرة من العطاء والإيجابية
    عندما نعبر عن امتناننا للآخرين، فإننا لا نتوقف عند تأثير ذلك على أنفسنا فقط، بل نساهم في خلق تأثير مضاعف ينعكس إيجابيًا على من حولنا. فبإظهار التقدير والدعم، نلهم الآخرين لممارسة نفس الشعور، مما يؤدي إلى بناء بيئة اجتماعية أكثر ودية وتعاونًا.
    4- استراتيجيات عملية لممارسة الامتنان اليومي
    لتحقيق أقصى استفادة من الامتنان اليومي، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة والفعالة:
  • كتابة يومية للامتنان:
    خصص وقتًا كل صباح أو مساء لكتابة قائمة تضم ثلاث إلى خمس نقاط تعبر فيها عن الأشياء التي تشعر بالامتنان تجاهها. يمكن أن تشمل هذه النقاط الأحداث الجيدة التي مررت بها، الأشخاص الذين أثروا في يومك، أو حتى اللحظات الصغيرة التي شعرت فيها بالطمأنينة.
  • ممارسة التأمل واليقظة الذهنية:
    اجلس في مكان هادئ وتأمل في النعم التي تحيط بك. حاول التركيز على كل تفصيلة صغيرة تعبر عن الامتنان، مثل نسيم الهواء العليل أو ضوء الشمس الذي يدخل من النافذة. هذه الممارسة تساعد على تعزيز الوعي الذاتي والعيش في الحاضر.
  • التعبير الشفهي عن الامتنان:
    لا تبخل على نفسك أو على من حولك بعبارات الشكر والتقدير. سواء كان ذلك من خلال مكالمة هاتفية، رسالة نصية، أو حتى مقابلة مباشرة، فإن التعبير عن الامتنان يساعد في بناء علاقات أعمق وأقوى.
  • الاحتفاظ بدفتر ذكريات الامتنان:
    أنشئ دفترًا مخصصًا تسجل فيه كل لحظة ممتنة في حياتك. مع مرور الوقت، ستجد أن لديك سجلًا من اللحظات الإيجابية التي يمكنك الرجوع إليها في الأوقات الصعبة لتعزيز روح التفاؤل لديك.
  • مشاركة قصص الامتنان:
    سواء في مدونات، مواقع التواصل الاجتماعي، أو في لقاءات شخصية، شارك قصص الامتنان التي عشتها. هذا لا يقتصر على مساعدتك في تنظيم أفكارك، بل يشجع الآخرين على تبني هذه العادة وتحقيق تأثير إيجابي في مجتمعهم.

يمكن القول إن الامتنان اليومي ليس مجرد عادة بسيطة بل هو أسلوب حياة يحمل في طياته القدرة على تغيير نظرتنا للعالم وجعلنا أكثر سعادة ورضا. من خلال التركيز على النعم التي نملكها والتعبير عنها، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع التحديات ونتعلم كيف نحول الصعاب إلى فرص للنمو والتطور. لذا، دعونا نبدأ كل يوم بشكر الله على ما أعطانا، وبناء بيئة من التفاؤل والعطاء تُثري حياتنا وحياة من حولنا. واتمنى أن تكون هذه المقالة قد أوضحت لك كيف يمكن لهذه العادة البسيطة أن تحدث فارقًا كبيرًا في حياتنا اليومية

اظهر المزيد

allewaaelaraby

جريدة سياسية اجتماعية شاملة مستقلة تهتم بالشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى