قسم الطالبية .. نقطة ومن أول السطر


بقلم / وليد جنيدي
كما تعود مجتمعنا الناقد دائماً أن يمر بالقلم الأحمر على السلبيات تجاه المسئول ،، فإن العدل أيضاً يقتضي منا حين نلمس النموذج الإيجابي أن نرمزه ونشير إليه ونضع تحته عدداً وافراً من الخطوط المضيئة لعله يكون قدوة صالحة لصناعة مجتمع أفضل .
مرت الأجهزة الأمنية والسلطات التنفيذية في مصر بالعديد من العصور والمراحل والتنظيمات والأحداث وصولاً لأحداث يناير وما تلاهها حتى الآن .. والعلاقة المتغايرة بالمواطن والشارع مابين شد وجذب .. سلطة تؤدي واجبها ومواطن يقبل بالإمتثال أو يرفض الإمتثال فيحدث الصدام المعهود ، وربما كان ذلك سبباً جوهرياً من أسباب إكتساب رجل الضبط المصري نوعاً من الوعي بقضايا الشارع ومصالح المواطن وتقنيات التعامل مع جميع الشرائح وأداء الخدمات الشرطية بما فيه الصالح العام .
لكن تظل هنالك نماذج أشد نضوجاً تستحق الإشادة والذكر، وهذا مايدعوني في هذا المجال للإشادة بأحد مقرات الضبط الذي حدثت لي تجربة شخصية بداخله في إحدى الزيارات القريبة وهو مقر قسم شرطة (الطالبية) بشارع الهرم الرئيسي ، جلست متابعاً بإكبار وإحترام فائقين ، أمام ما يدور من عناية فائقة بمجريات العمل ودقة هائلة في التفاصيل، وتعامل به الكثير من التوازن مابين الحزم والإنسانية وهذا من اهم مايسترعي الإنتباه ، حيث شهدت أداء مأمور هذا القسم العميد (مدحت رمضان) في أداء واجبه بذكاء ملحوظ وإمكانيات ووعي بنوع من الحزم والنشاط على مستوىً عالٍ من الرقي والإنضباط، وتمنيت لو أن هذا النموذج من القادة هو النموذج السائد في أجهزة وأحياء ومدن مصر ،
إن أعباء المواطن الكثيرة تحتاج إلى ذلك النوع من القيادات التي تمتلك موازين الحكمة والعدل ، فمسئول الضبط يجب أن يتمتع أولاً بضبط النفس حتى يتمكن من ضبط العمل ، وفي هذا العصر من التحديات التي تعيشها البلاد على المستويين السياسي والإقتصادي .. يحتاج الأمن إلى جهاز شرطي على كامل الأهبة والإستعداد لكل الظروف المفاجئة ، خاصة في ظل وجود خلايا الشر والإرهاب القابعة في كل ركن تنتظر اللحظة السانحة لإشاعة الفوضى ، إلى جانب تراجع الحالة الإقتصادية في ظل التضخم العالمي والمصري بشكل خاص والذي يزيد من معدل الجريمة ويتسبب في إنحرافات ضعاف النفوس لجمع المال بأساليب غير قانونية عن طريق السرقات أو النصب ، مما يتطلب أن تكون علاقة المواطن برجل الضبط وقسم الشرطة علاقة طيبة حتى يجدان جسراً موحداً في الازمات.
لا نستطيع التكهن بالقادم ولكننا نستطيع الإعداد له ، والجهاز الامني المصري بقطاعاته المختلفة هو جهاز قوي مقارنة بالبلاد المحيطة ومعلوم عنه الحزم والقوة ، ولكن كلما زادت التحديات وجب أمامها الإعداد المسبق والتحديث الشامل ولعل النموذج الحالي والذي كتبت من أجله المقال هو سطر مضيء في مذكراتنا الأمنية، تحت قيادة العميد (مدحت رمضان) ورجاله الواعين.






